"طلاق سعيد".. شعار اتخذه مدربون لتأهيل السيدات المقبلات على الانفصال
أنهت السيدة البائسة لتوها محادثة صوتية مع محاميها لتطلب منه إنهاء كافة إجراءات طلاقها، تميز فيها صوتها بنبرة حزينة غاضبة، ثم اتجهت إلى أريكتها لتجلس عليها متكآة والدموع تنهمر من أعينها وصولًا إلى رقبتها ووجها شاحب نحيف ليبين مدى البؤس التي تعيشه، ثم أمسكت بهاتفها الخلوي لتتصفح بطريقة غير مبررة صفحات حسابها الشخصي على موقع الـ"فيس بوك"، وكأنها تفعل ذلك تمرينًا لإصبعها وليس تركيزًا فيما يمر من منشورات أمامها، لتقف بها شاشة الهاتف عند المنشور الأخير، لترى دعوة تلفت انتباهها وتسرق حواسها لعنوانها الذي يعبر عن حالتها الشخصية، ما دفعها للاندهاش والتطلع إلى خوض التجربة - إنها دعوة لدورة تدريبية تحمل اسم "كورس المقبلين على الطلاق".
ربما سمعنا سابقًا، عن دورات تدريبية خاصة بالتنمية البشرية للتأهيل إلى ممارسة الأعمال والدخول إلى سوق المنافسة والتعامل مع الأخرين، وربما علمنا أيضًا بدورات التأهيل النفسي للمقبلين على الزواج من السيدات والرجال، ولكن لم نعرف أبدًا بأن هناك جلسات تأهيل للمقبلين على الطلاق، ربما قد تكون صادفتنا تلك المشاهد في بعض الأفلام الأجنبية، ولكن لم نقابل منها على أرض الاقع في مجتمعاتنا.
"الحمد لله على نعمة الإسلام .. والحمد لله كثيرا على نعمة الطلاق في الإسلام.. نعم الطلاق أحيانا يكون نعمة لكن يأبى بعض الذكور أن يجعلوه كذلك، فيحولونه إلى نقمة، وكذلك المجتمع الذي ينظر إلى المطلقة وكأنها امرأة سايبة لا ضابط لها ولا رابط، أعلمي يا أختاه أن الطلاق بداية جديدة بعد الخراب .. اعتبري نفسك اليابان بعد قنبلتي هيروشيما وناجازاكي، أو ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية وسقوط هتلر.. واعلمي أنك قادرة بإذن الله تكوني ألمانيا القوية، أو تصبحين كوكب اليابان السعيد".. هكذا كان النص الدعائي الذي أطلقه بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي للإعلان عن دورة تدريبية مقدمةً للسيدات فقط تؤهلهن نفسيًا للطلاق، مؤكدين أنه سيتم تدريبهن على إجراءات لمواجهة المجتمع والمتحرشين بعد الانفصال، وكذلك تلقيهن طرق لاستعادة أنفسهن ليكون بالنسبة إليهن طلاقًا سعيدًا.
يقول الكاتب وليد خيري، مدير الدورة التدريبية، أن السيدات المقبلات على الطلاق، غالبًا ما يتعرضن لصدمات نفسية وعاطفية، ولا يمكنهن تقبل الوضع الجديد، موضحًا أن التدريب يؤهلهن نفسيًا لتقبل ذلك، بالإضافة إلى تجهيزهن لإسناد أنفسهن عمليًا وماديًا.
ويضيف، هناك بعض الذكور يتعاملون مع المطلقات بطريقة غير لائقة، ويبدأون في التحرش بهن فور علمهن بالانفصال عن إزواجهن، منوهًا إلى أن التدريب أيضًا يؤهلهن للتعامل مع ذلك.
من جانبهن، أبدت مئات المستخدمات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، استعدادهن لخوض التجربة وتلقيهن الدورة التدريبية، بينما سخر البعض من تلك الدورة وحسبها مجرد وسيلة لجمع أموال.