التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 03:57 م , بتوقيت القاهرة

Phantom Thread .. الموديل أجمل من الفستان أحيانا

ربما من حسن حظ دانيال داي لويس أن يعتزل وآخر أفلامه Phantom Thread مع المخرج بول توماس أندرسون الذي صنع قصة رومانسية عصرية في جو موضة الخمسينات.

الفيلم الذي فاز بجائزة أحسن تصميم ملابس في حفل البافتا كان مبهرا بصريا، ولكن الأكثر إبهارا كان الثنائي دانيال داي لويس وفيكي كريبس الذان تحملا وزن الفيلم بالكامل.

قصة Phantom Thread تدور في عالم الموضة في الخمسينات في بريطانيا حيث مصمم الأزياء رينولدز وودكوك "دانيال داي لويس" يقدم تصميمات تتهافت عليها النساء من نخبة المجتمع، لكنه رغم إبداعه في مهنته حياته رتيبة للغاية وكلها تسير بنفس النمط في أغلب مشاهد الفيلم.

لا توجد انفعالات ولا صراخ أو ضحك أو صوت مرتفع، كل شئ رتيب للغاية والنساء تأتي وتذهب في دار الأزياء وفي حياته بينما هو لا يتغير وتظل علاقته الثابتة الوحيدة مع شقيقته سيريل "ليزلي مانفيل".

ثم تنقلب حياته رأسا على عقب بدخول الموديل الجديدة ألما "فيكي كريبس" والتي هي مزيج من موديل ومصدر إلهام لمصمم الأزياء وفي نفس الوقت عشيقته المؤقتة كما كانت قبلها نساء أخريات.

"الموديل لا يجب أن تكون أجمل من الفستان" .. ولكن هذه القاعدة تنهار بتحول ألما من الفتاة الساذجة المبهورة بمصمم الأزياء إلى امرأة غيورة تحاول تملك حبيبها والسيطرة عليه بقدر ما يسيطر هو على عملها وحياتها.. ولذا بقدر ما هو شخصية متحكمة تكون هي أيضا شخصية مهووسة.

رغم أن دانيال داي لويس كان صاحب أداء رائع في الفيلم إلا أن شخصيته لا تتغير حتى النهاية بينما أغلب التغييرات والعمق في الشخصية يحدث لألما "فيكي كريبس".

قوة Phantom Thread الخفية كانت في ليزلي مانفيل، في دور سيريل الشقيقة المؤيدة لأخيها مصمم الأزياء بشدة لدرجة أنها لا تملك حياة خاصة بها، وهو في المقابل لا يخالفها في شئ تقريبا لكنها برغم قوتها تظل رمز الجمود في حياة مصمم أزياء يفترض أن تكون حياته كلها قائمة على الابتكار والتجديد.

ما يجعل الفيلم جيدا هو أنه يشبه كثيرا أي علاقة عاطفية في أرض الواقع.. لا يوجد طرف يريد أن يكون على هامش حياة شريكه بل يريد أن يكون محورها.

عيوب الفيلم كانت في الأساس في العديد من المشاهد المتكررة في صناعة الأزياء لكن ما يخفي هذا العيب هو الإبهار البصري المرافق لها.

ربما يعد هذا الفيلم من أفضل الأفلام في سباق الأوسكار 2018 وإن كان لم يحظ بالشهرة أو الدعاية الكافية بسبب وجود تنافس قوي بين Darkest Hour و The Shape Of Water لكنه جدير بالمشاهدة حتى وإن كان دانيل داي لويس ليس من أقوى المرشحين للحصول على جائزة أفضل ممثل. 

اقرأ أيضا..

فيلم The Post.. خلطة أوسكار تقليدية بنكهة سبيلبرج السياسية

Darkest Hour يفوز بـ"بافتا" رغم السياسة والبريكست