9 ترشيحات وفوزين لفيلم Darkest Hour في حفل توزيع جوائز بافتا Bafta بعد منافسة شديدة في التوقعات مع فيلم Dunkirk و three billboards outside ebbing missouri.

وربما كان ليفوز بجوائز أكثر لولا أنه جاء في بعض مشاهده كفيلم وثائقي لكن ما أنقذ أغلب مشاهد الفيلم من هذا الفخ كان الثلاثي جاري أولدمان وليلي جيمس وكريستين سكوت توماس.. فخرج الفيلم بشكل ما متوازن بين وينستون تشرشل الرجل العصبي السكير والفج في حياته الخاصة وبين رجل الدولة السياسي الذي يقود بلده وقت الحرب.

مشكلة الفيلم كانت في إيقاعه الرتيب بعض الشئ في النصف الأول ثم تبدأ الأحداث في شد الانتباه فعلا في مشهد "المترو".. وذلك المشهد بالذات كانت النقطة التي يختفي في أداء ستيفن ديلان الذي ربما يعد هو فعلا صاحب النغمة في الأفلام الوثائقية خاصة في مشاهد "غرفة الحرب" ولكن ربما كان هذا الجزء متعمدا على نحو ما حتى يبدو التناقض بين "تشرشل الناري" و"هيليفاكس الانهزامي".

ما يجعل الفيلم الأن بعد جائزة "بافتا" مثيرا للانتباه أنه ربما يكون أخر أفلام جاري أولدمان الذي ألمح للاعتزال وهو في أحسن أحواله كممثل فائز بالجولدن جلوب وجائزة بافتا ومرشح للأوسكار.

وسبب أدائه القوي في الفيلم كان أنه يؤدي شخصية سياسي مسرحي حيث كان الكاتب أندرو راونزلي كتب في مقال سابق له إن "تشرشل كان ليصبح هو نفسه نجما سينمائيا ولكن بريطانيا ليس فيها قادة مثله حاليا".

أجمل ما في Darkest Hour كان التغير الذي يحدث لتشرشل من رجل سكير خارج الحكومة ثم تغيره فجأة لرجل دولة يخيف حتى الملك جورج نفسه رغم أنه يعاني من شكوك في قدرته تجعله يتلعثم في الكلام أو يتعصب على مساعدته، إليزابيث لايتون "ليلي جيمس" أو حتى كيف يتراجع في صمت عندما توبخه زوجته "كريستين سكوت توماس".. ثم في نهاية الفيلم يتحول لشخصية تشرشل الذي يقود بلاده في ثقة في خطابه الذي يختم به الفيلم.

عامل أخر كان من مميزات الفيلم كان موسيقى التي قدمها الملحن الإيطالي Dario Marianelli والذي قدم من قبل موسيقى  V for Vendetta والذي بينه وبين المخرج جو رايت كاريزما جيدة سببها التعاون السابق بينهما في Pride and Prejudice وAtonement و Anna Karenina وكلها أعمال ترشح عنها للأوسكار وأخذ الجائزة عن فيلم Atonement في 2008.

بجانب جائزة أحسن ممثل فاز Darkest Hour أيضا بجائزة أحسن مكياج وذلك لأن الكثيرين كانوا في حالة مفاجأة من اختيار جاري أولدمان للدور وذلك لأنه الممثل النحيف كثيف الشعر الذي لا يشبه تشرشل البدين ولا أي من الممثلين الذين لعبوا الدور من قبل.

كل هذا كان كفيلا بأن يجعلك تشاهد فيلما دراميا جيدا لولا أن دخلت السياسة وعكرت الموقف فمنذ عرض Darkest Hour  لاحقته تهمة أنه مؤيد للبريكست "خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي" خاصة في مشاهده التي تتحدث عن "سقوط أوروبا في يد النازية" و "بريطانيا عليها الأن انقاذ نفسها" برغم أن المخرج وفريق العمل لم يتحدثوا عن هذا الشأن مطلقا لكن الفوز أمس أثار غضب بعض مؤيدي البقاء في الاتحاد الأوروبي بلا داع وخرجوا بتغريدات بلا مبرر مثل هذه :

اقرأ أيضا

"بافتا" استثناء أخير.. جوائز أوروبا لا تحب الفستان الأسود