التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 08:02 ص , بتوقيت القاهرة

بين تميم وأوغلو.. هكذا تستخدم قطر لتحقيق أحلام تركيا وإيران

خلال كلمته أمام مؤتمر ميونيخ للأمن، دعا أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني إلى إبرام اتفاقية أمنية تشمل جميع دول منطقة الشرق الأوسط على غرار الاتحاد الأوروبي، وذلك لتحقيق ما أسماه بـ"الأمان الشامل لمنطقة الشرق الأوسط"، وهي الدعوة التي تمثل امتدادا لدعوات سابقة تبناها مسؤولو الإمارة الخليجية سعوا خلالها إلى التقليل من شأن المنظمات العربية، وعلى رأسها جامعة الدول العربية، ومجلس التعاون الخليجي.


الدعوة القطرية ربما تحمل في طياتها إصرار قطر على وضع نفسها في نفس الكفة مع القوى غير العربية في المنطقة، خاصة وأنها تزامنت مع الهجوم الذي شنه وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو على الدور الذي تقوم به جامعة الدول العربية، تعقيبا على كلمة أمينها العام أحمد أبو الغيط، والذي انتقد التدخل التركي في سوريا، بالإضافة إلى كافة التدخلات الدولية والإقليمية الأخرى التي جاءت على حساب الشعب السوري.


ليست مصادفة


لعل التزامن بين دعوة تميم وهجوم أوغلو غير المبرر على الجامعة العربية لم يأتِ مصادفة، وإنما يعكس المصلحة المشتركة لكل من قطر وتركيا، وخلفهما إيران، والتي تعد الضلع الثالث في مثلث تحالف الفوضى في منطقة الشرق الأوسط، لتقويض الكيانات العربية التي تسعى إلى صياغة مواقف عربية مشتركة من شأنها الحفاظ على وحدة الصف العربي.


ففي تعليق له على مداخلة "أوغلو"، قال المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية محمود عفيفي أن المداخلة الانفعالية للوزير التركي تعكس نوعا من المزايدة وتنطوي على استعلاء ليس غريبا على تيار "العثمانية الجديدة"، موضحا أن الجميع يعرف ما يكنه هذا التيار من مشاعر تجاه العالم العربي.


الأداة القطرية


يبدو أن خطة تقويض المنظمات العربية لخدمة أهداف الغير عربية ليست بالأمر الجديد، بينما تبقى إمارة قطر بمثابة الأداة التي تستخدمها كلا من إيران وتركيا، حيث سبق لمسئولي قطر التشكيك في فاعلية مجلس التعاون الخليجي، والتلويح بإمكانية الانسحاب منه مرات عديدة، زادت وتيرتها منذ اندلاع الأزمة الخليجية في يونيو الماضي، جراء قيام الدول العربية الداعمة لمكافحة الإرهاب بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر.


قال الكاتب الإيراني ماجد رفيزاده، في مقال منشور له بصحيفة "هافنجتون بوست" الأمريكي، أن التوجه القطري منذ اندلاع الأزمة الخليجية الأولى في 2014، يدور حول التحليق في فلك تركيا وإيران، موضحا أن الإمارة ستكون داعما لتأسيس أي كيان موازي لمجلس التعاون الخليجي، بحيث يمكنها تقويض دوره.


رفض دولي


تلويح أمير قطر بفكرة تأسيس اتفاقية أمنية تشمل كل دول الشرق الأوسط، على غرار الاتحاد الأوروبي، ربما لا تجد قبولا سواء من جانب الدول العربية، وهو ما بدا في تصريحات وزير خارجية المملكة العربية السعودية عادل الجبير الذي أكد رفضه لاقتراح تميم، أو حتى القوى الدولية الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، والتي تتخذ من الحكومة الإيرانية خصما لها، بالإضافة إلى الخلافات العميقة بين إدارة ترامب والنظام التركي في العديد من الملفات، خاصة المتعلقة بالوضع في سوريا.


ولعل الاهتمام الكبير من قبل العديد من القوى الدولية الكبرى بمجلس التعاون الخليجي، باعتباره المنظمة المنوطة بالحفاظ على المصالح الخليجية المشتركة، قد بدا واضحا في حرص عدد من القادة الغربيين، من بينهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي، على حضور قمم المجلس، وتأكيدهم على دعمه في مواجهة التحديات الإقليمية الكبيرة التي تواجه المنطقة.


اقرأ أيضا..


ما شافوهمش وهما بيسرقوا.. صراعات يهود أمريكا تفضح قطر