"ليه خليتني أحبك؟".. ليلى مراد "خادمة" اكتشفت خيانة أنور وجدي
إحدى ملكات العسل، أو قل هي الألماسة التي تزين تاج الغناء المصري، أيقونة البهجة والجمال التي أطارت الربع الباقي في عقل الأستاذ حمام، وسحرت مريدي الفن من أول نغمة وابتسامة. ليلى مراد التي تنطبع صورتها في مخيلة الجميع عنوانا للبهجة، لم تكن حياتها مع حب عمرها أنور وجدي بهذه الصورة التي وجدناها في أفلامهما سويا.
عرفت ليلى مراد أن زوجها أنور وجدي يقيم في شقة في الزمالك مع سيدة فرنسية، لم تعر الأمر اهتماما، لكن دوي الشائعات واستمرارها جعلها في النهاية تستسلم وتسعى لتقصي الحقيقة.
في مذكراتها التي صدرت عن "دار الهلال" تحكي ليلى مراد:
"قمت بالتنكر في ملابس خادمة وذهبت بنفسي للعمارة التي يقيم فيها زوجي مع عشيقته الفرنسية، وتقدمت من حارس العمارة وأخبرته أني من مكتب تشغيل الخادمات، وطلبت منه أن يعطيني رقم شقة الأستاذ أنور وجدي، لحسن الحظ أن الرجل الطيب لم يتعرف على ملامحي المتنكرة وأخبرني عن تواجده في الشقة مع زوجته (الخوجاية) انسحبت بهدوء وجلست في سيارتي".
الأمر لم ينته هنا، فليلى ككل سيدة لن تترك حقها أبدا.. فتتابع في مذكراتها التي نقلها الكاتب صالح مرسي: "مع طلوع النهار وجدته يخرج من بوابة العمارة بصحبة عشيقته، فوجئ بي أقف أمامه، وبالفرنسية التي تتكلم بها عشيقته وجهت له عتابا إنه لم يأتي بها لتتعرف علي حتى أقوم معها بكرم الضيافة المصري، وركبت سيارتي واتجهت إلى بيتي لا يشغلني إلا الطلاق".
القصة كما روتها ليلى مراد تدحض الشائعة التي تعزي سر طلاق أنور وجدي من ليلى مراد إلى علاقة سرية بينه وبين الفنانة ليلى فوزي التي تزوجها بعد شهور قليلة من طلاقه من ليلى مراد، هذا الطلاق الذي أحيط بكثير من الشائعات والقصص الخيالية.
1200 أغنية و27 فيلما سينمائيا وضعتها ليلى مراد في غلاف البهجة المزين وقدمت صندوق هداياها الثمين لكل عشاقها، عشاق الفن والبهجة والحياة، وكم كان القدر معبرا جميلا حين غازلها وقت قدمت أولى حفلاتها الإذاعية بعد تعاقد الإذاعة معها بعد إنشاءها، فاختار أن تغني موشح (يا غزالاً زان عينه الكحل).
لغز الاعتزال
اعتزال ليلى مراد في أوج نجوميتها يظل لغزا عصي التفسير، ففي الوقت الذي أرجع فيه البعض اختيارها الاعتزال حفاظا على صورة الفتاة الجميلة في ذهن جمهورها، يقدم الناقد أشرف غريب في كتاب عن حياة ليلى مراد تحدثت عنه " بي بي سي" ما يفيد بأنها أُرغمت على اعتزال الفن بضغط من السلطات المصرية لـ «تدفع ثمن» ولائها للواء محمد نجيب الذي غنت له أغنية "بالاتحاد والنظام والعمل" التي ظهرت فيها وهي تغني على سيارة مكشوفة في ميدان التحرير، بينما قالت الناقدة السينمائية ماجدة خيرالله إن «زواج مراد من وجيه أباظة، عضو مجلس قيادة الثورة، كان سبباً من أسباب اعتزالها الفن مراعاة لوضعها الاجتماعي الجديد آنذاك".
أيا ما كانت أسباب اعتزال ليلى مراد أو دوافعها، فالإرث العظيم الذي تركته هو الحقيقة الثابتة في قصتها التي حملت فصولا مؤلمة توارات خلف ابتسامتها الساحرة الباقية.
اقرأ أيضا:
سامي سرحان.. الفنان الذي أثر فيه السجن ليكون أيقونة كوميديا حية بعد وفاته