التوقيت الأربعاء، 06 نوفمبر 2024
التوقيت 01:31 ص , بتوقيت القاهرة

في ذكرى وفاته.. حسين صدقي فنان ارتدى العمامة وحارب الخمور

رفع الشيخ حسن، والذي مثل دوره حسين صدقي، في الفيلم الممنوع "ليلة القدر" شعار الفضيلة، لترافقه في اختياراته السينمائية، حتى أصبح فنانا يحمل فوق رأسه عمامة، لذا كان حريصا بشدة في اختيارمضامين أفلامه التي راعت شعور كل أسرة مصرية، وهو يرفع شعار"السينما النضيفة".


هكذا كان وُصف الفنان حسين صدقى، الذي تحل ذكرى وفاته اليوم، لتترك سيرته عطرة، كفنان خلوق ونبيل. عشق السينما، وتحول إلى "دنجوان" في زمن الأربعينات بملامحه التركية التي ورثها عن أمه، لتؤثر بشكل كبير على رؤيته المتحفظة في مضمون الأفلام التي شارك فيها، حيث حرصت والدته في طفولته التي نشأت في حي الحلمية الجديدة على تربيته بشكل محافظ بعد وفاة والده، وهو في سن الخامسة من عمره.


وكانت الأم حريصة على ذهابه إلى المسجد وحفظ القرآن، والمواظبة على الصلاة، وهو ما جعله يقدم على تقديم دور الشيخ حسن بفيلمه "ليلة القدر" الذي منع عرضه ثلاث مرات في عهد كل من محمد نجيب، وجمال عبد الناصر، وأنور السادات، وكان من أشهر الأفلام التي قدمها دنجوان السينما المصرية في الأربعينات، والذي غير اسمه فيما بعد إلى فيلم "الشيخ حسن".


صورة نادرة للراقصة حكمت فهمي مع حسين صدقي


وشارك حسين صدقي في بطولة الفيلم الفنانة ليلى فوزى وهدى سلطان وإستيفان روستي ودولت أبيض، وتدور قصة الفيلم حول الشيخ "حسن" الذي يقع في غرام فتاة مسيحية تدعى“لويزا”، وتؤدي دورها ليلى فوزي، ثم يتزوجها بعد هروبها من بيت أهلها لتقتنع بالإسلام بعد مجادلة مع زوجها.



وعرض الفيلم بعد اعتراض عدد كبير من المسيحين والمسلمين عليه من النخبة المثقفة، ليمنع في عهد الملك فاروق، وبعد قيام الثورة تم منع عرض الفيلم في عهد الرئيس الراحل محمد نجيب لنفس السبب بعد اعتراض المؤسسات الدينية المسلمة والمسيحية، فأمر"نجيب" برفع الفيلم، وهو نفس القرار الذي اتخذه جمال عبد الناصر بعد أن وافق على عرضه خوفا من غضب الأقباط عليه، ولكن الرئيس محمد أنورالسادات وافق على عرض الفيلم.


فيلم ليلة القدر


كما رفع حسين صدقي شعارالسينما النظيفة، وهو يؤسس عام 1942 شركة مصر الحديثة للإنتاج، لإنتاج مضامين تؤتي ثمارها على الشعب، حيث كان يؤمن بالعلاقة القوية بين السينما والدين. 


وعكست صداقته في السينما النظيفة صداقته مع عدد كبير من الشيوخ ورجال الدين، حيث كانت تربطه علاقة قوية بالشيخ محمود شلتوت، الذي وصف صدقي "بأنه رجل يجسد معاني الفضيلة ويوجه الناس عن طريق السينما إلى الحياة الفاضلة التى تتفق مع الدين"، كما ارتبط بصداقة قوية مع الشيخ عبد الحليم محمود شيخ الأزهر وقتئذا، وكان صدقى يستشيره فى كل أمور حياته.


وبعد اعتزاله الفن في نهاية حياته ترددت أخبار تفيد أنه أوصى لزوجته فاطمة المغربي بحرق أفلامه: "أوصيكم بتقوى الله وأحرقوا كل أفلامي ما عدا سيف الإسلام خالد بن الوليد".


وهو ما نفته إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي لدورته الـ36، ضمن كتاب عن الراحل حسين صدقي كشفت فيه أن ما تردد بشأن وصيته كانت شائعات ولم تحدث.


كما انعكست رؤيته الدينية على مطالبته بمنع الخمور، حين ترشح فى البرلمان كنائب بعد اعتزاله الفن، بعد مطالبة أهله وحيه بالترشح في البرلمان، ولكنه سرعان ما رفض تكرار ترشحه في البرلمان لتجاهل المسؤولين قراره بشأن منع الخمور.


وكان لسلوكه المحافظ تأثير كبير على الخصوصية التي تمتع بها أبناؤه وأسرته، حيث كان حريصا على بعدهم عن الأضواء حيث منع زوجته من الاتجاه إلى الفن رغم ما كانت تتمتع به من جمال كذلك حرص على إبعاد أبنائه عن الفن.



حسين صدقى مع أبنائه والفنان حسن فايق


وكانت من أول الأفلام التى قام بتمثيلها "صدقي" في مشواره فيلم "تيتاوونج"، الذي تكلف 17 جنيها من إنتاج المخرجة أمينة محمد، وتدور أحداث الفيلم حول موللي "أمينة محمد" ابنة امرأة صينية، ولا يعلم زوجها بحقيقة أنه ليس هو الأب الحقيقي للابنة، وبعد أن تكبر موللي تعرف حقيقة أمرها، ويدفع بها عمها للعمل في أحد الملاهي الليلية، ويتغير اسمها من موللي إلى "تيتاوونج"، وخلال رحلتها الصعبة مع الحياة تتعرف موللي على محامٍ شاب يدعى محسن "حسين صدقي" تقع في حبه ويتعاطف معها ومع محنتها.


وكانت من أشهر أفلامه "شاطئ الغرام"، الذى جمعه بالفنانة ليلى مراد، والتي غنت فيه أغنيتها الشهيرة «بحب اتنين سوا يا هنايا في حبهم.. الميه والهوا طول عمري جنبهم»، حيث كان يمثل "صدقى" دور البطولة معها كحبيب أرستقراطي بن ذوات يترك صديقته الراقصة تحية كاريوكا ليتزوجها.



 توفي حسين صدقي في 16 فبراير 1976، بعد أن لقنه الشيخ عبدالحليم محمود الشهادة وقت وفاته، وصلى الشيخ الجليل عليه، حسبما ذكرت زوجته، فاطمة المغربي، في أحاديثها الصحفية.


اقرأ أيضا.. 


حسين صدقي بدأ مشواره بفيلم "تيتاوونج" وتكلفته 17 جنيها