تركيا الأردوغانية.. الأخ الأكبر يراقبكم
هل تتخيل أن تقود مشاهدة فيديو إلى الاعتقال والسجن على يد قوات الشرطة المسلحة.. هذا هو ما حدث في تركيا في دولة "الأخ الأكبر" عندما هاجمت قوات الشرطة المدججة بالسلاح مجموعة من الأكاديميين وأساتذة الجامعة بتركيا وألقى عناصرها الملثمون القبض عليهم وكأنهم عناصر إرهابية خطرة.
والتهمة كانت مشاهدة فيديو درس ديني للمعارض التركي فتح الله جولن.
[VIDEO] Academics, doctors detained while watching Gülen speech || https://t.co/G5HZcYHhS9 pic.twitter.com/KlsSF2Ascw
— Turkey Purge (@TurkeyPurge) February 10, 2018
البعض يصف حاليا تركيا بأنها النموذج الحي لرواية 1984 من حيث وحشية الدولة مع معارضيها فلم يحدث من قبل في تاريخ البلاد أن تم سجن ما يفوق 150 ألف شخص وتسريح عشرات الألاف من الناس من وظائفهم بهذه الصورة.
أنت مراقب
وبحسب موقع Turkey Purge أو التطهير التركي المختص برصد أعمال التطهير السياسي في الدولة التركية فإن ما يحدث الأن في البلاد هو حالة غير مسبوقة من تجسس مواطن على مواطن، والفيديو السابق ليس الحالة الوحيدة فقبلها بأيام ظهر هذا العنوان "اعتقال سيدة بتهمة إهانة أردوغان في المواصلات العامة".
وكانت القصة هي أن السيدة تحدثت مع شخص أخر عن أردوغان بشكل عابر أثناء جلوسها في الحافلة فما كان من مواطن أردوغاني سوى أن أبلغ الشرطة التي صعدت على متن الحافلة وألقت القبض على السيدة في المحطة التالية.. في موقف يجعلك تتذكر عبارة "الأخ الأكبر يراقبكم".
الشاشة الكبيرة
الدعاية الأردوغانية بحسب كثير من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت تشبه رواية 1984 وحتى إن هناك انتشار كبير لمقطع فيديو دعائي للرئيس التركي أصبح يشتهر على السوشيال ميديا باسم "الأخ الأكبر" وكان ذلك بسبب تشابه الفيديو مع لقطة الأخ الأكبر في الشاشة الكبيرة.
يمكن ملاحظة التشابه من هنا:
العدو الخيالي
أما النكات التي انتشرت على الانترنت حول التشابهات بين تركيا وبين 1984 هو قصة العدو الخيالي ففي الرواية صنعت الحكومة الديكتاتورية عدوا خياليا هو ايمانويل جولدشتاين، وألصقت به كل التهم وكان حجة القبض على أي معارض رغم أنه في الحقيقة شخصية خيالية ولا وجود له.
والأن صنعت الحكومة الأردوغانية عدوا هو "فتح الله" جولن الذي يعيش في المنفى منذ نحو 20 عاما وتتهمه الحكومة التركية بأنه يقود تنظيما إرهابيا وأنه من دبر محاولة الانقلاب العسكري التي لم يستفد منها أحد سوى دولة الأخ الأكبر نفسه.
وزارة الحقيقة الأردوغانية الإخوانية
في رواية 1984 كانت وزارة الإعلام تسمى بوزارة الحقيقة ومهمتها تزييف الحقائق والتاريخ لخدمة الحكومة، وهو يفعله الإعلام الأردوغاني الإخواني، حيث خرج الإخواني الهارب عمرو عبد الهادي، ليقول في تغريدة "بما ان السيسي غير اسم شارع سليم الاول ردا على تركيا.. أطالبه بتسليم مقتنيات محمد علي باشا لأردوغان".
ناسيا أو متناسيا أن محمد علي كان حاكم مصر الذي حارب وهزم الدولة العثمانية محققا أول استقلال شبه كامل عن الاستعمار التركي.
اقرأ أيضا
دفاعا عن أردوغان.. كيف يتلاعب الإخوان بالتاريخ لنصرة خليفتهم؟