خلال زيارته إلى واشنطن.. طمأنة المستثمرين التحدي الأكبر أمام بن سلمان
زيارة مرتقبة من المقرر أن يقوم بها ولي عهد المملكة العربية السعودية، الأمير محمد بن سلمان، إلى الولايات المتحدة خلال الأسابيع القادمة، حيث تهدف إلى توطيد العلاقة بين المملكة والولايات المتحدة، استنادا على الدفعة القوية التي شهدتها العلاقات بين البلدين منذ وصول الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض مطلع 2017.
إلا أن الأولويات المطروحة على أجندة الأمير الشاب خلال زيارته إلى واشنطن تبقى محلا للتساؤل، في ضوء التطورات الكبيرة التي تشهدها الساحتين الدولية والإقليمية في المرحلة الراهنة، بالإضافة كذلك إلى التطورات الكبيرة التي تشهدها المملكة العربية السعودية في الداخل في ظل الخطوات الطموحة التي اتخذها بن سلمان لتحقيق الإصلاح.
الأولوية القصوى
يبقى اجتذاب المستثمرين الأمريكيين للعمل في المملكة العربية السعودية هو أحد القضايا التي ربما تكون بمثابة الأولوية القصوى لدى الأمير محمد بن سلمان خلال زيارته لواشنطن، في ضوء الخطوات السعودية من أجل تنويع مصادر الاقتصاد السعودي، بالإضافة إلى تشجيع القطاع الخاص كوسيلة مهمة لإنهاء أزمة البطالة التي يعانيها قطاع كبير من الشباب في المملكة العربية السعودية.
من جانبها، أثارت شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية مخاوف قطاع كبير من المستثمرين الدوليين لخوض مغامرة استثمارية في المملكة خاصة بعد حملة مكافحة الفساد، والتي طالت بعض رجال الأعمال، حيث اعتبرت أن اقناع المستثمرين الأمريكيين وطمأنتهم هي التحدي الأكبر الذي يواجه بن سلمان في رحلته إلى واشنطن.
ونقلت الشبكة الإخبارية الأمريكية عن أيهم كامل، رئيس مجموعة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة أوراسيا، قوله بأن الخطوات السعودية كانت إيجابية ليس فقط فيما يتعلق بمسألة محاربة الفساد، ولكنها امتدت إلى تغيير هيكل السلطة في الداخل السعودي تغير بشكل دائم ليتواءم مع متطلبات الإصلاح الاقتصادي في المملكة، موضحا أن ولي العهد يرغب في التخلص من المتلاعبين الذين سيطروا لفترات طويلة على المقدرات الاقتصادية للمملكة، وهو الأمر الذي يترك أثارا إيجابية في المرحلة المقبلة.
المصالحة مع قطر
على الجانب الآخر، تبقى مسألة قطر هي أحد القضايا الشائكة التي سيتناولها الأمير السعودي مع الرئيس الأمريكي خلال مباحثاتهما في البيت الأبيض، خاصة وأن الزيارة تأتي بعد وقت قصير من زيارة وفد قطري مكون من عدد من الوزراء للولايات المتحدة، حيث أنهم أطلقوا أول حوار استراتيجي في حضور وزيرا الخارجية والدفاع الأمريكيين.
الإدارة الأمريكية ربما تتجه لطرق الباب أمام فكرة المصالحة، خاصة بعد الوعود القطرية الكبيرة بتوسيع قاعدة العديد العسكرية تحويلها إلى مدينة متكاملة، بالإضافة كذلك إلى زيادة الاستثمارات القطرية في الولايات المتحدة في العديد من المجالات، إلا أن التصعيد الأخير من قبل قطر سواء تجاه السعودية، من خلال الدعوة إلى تدويل الحرمين، أو الإمارات قبل ذلك، ربما أجهض أي محاولة محتملة.
إقرأ أيضًا..