التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 04:06 م , بتوقيت القاهرة

زيارة السيسي لعمان لمواصلة مسيرة التنسيق في مواجهة التحديات

زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي المرتقبة غدا الأحد لسلطنة عمان تأتي انعكاسا للعلاقات العميقة التي تربط بين البلدين، حيث تتسم بتاريخيتها وطبيعتها الاستراتيجية، وهو الأمر الذي بدا واضحا في العديد من المواقف التي جمعت بين البلدين منذ سنوات طويلة.


ولعل التقارب بين البلدين الشقيقين لا يقتصر بأي حال من الأحوال على المستوى السياسي، ولكن يمتد إلى الجانب الاقتصادي والثقافي والمجتمعي، في ضوء العديد من الاتفاقات التي عقدها البلدين طيلة السنوات الماضية، حيث كانت تهدف تلك الاتفاقيات في الأساس إلى تعميق التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.


مواقف متطابقة


لو نظرنا إلى المواقف المصرية والعمانية من كافة القضايا الدولية والإقليمية، نجد أن هناك حالة من التطابق، حيث تقوم سياسة البلدين على عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول الأخرى، بالإضافة إلى دعم كافة الحقوق العربية، وفي القلب منها الشعب الفلسطيني، وهو ما يعكس حرص الجانبين على التشاور بشكل دائم فيما يتعلق بكافة القضايا الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط.


يبدو أن الزيارات المتبادلة بين وزيرا خارجية البلدين سامح شكري ويوسف بن علوي خلال العام الماضي، كانت تمثل دليلا دامغا على أهمية التنسيق بين البلدين في ظل التطورات الكبيرة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط في المرحلة الراهنة، حيث قام وزير الخارجية سامح شكري بزيارة إلى مسقط في فبراير 2017، بينما قام نظيره العماني بزيارة للقاهرة بعد أقل من شهرين.


دعم عماني 


من جانب آخر، تمثل زيارة الرئيس السيسي المرتقبة لمسقط غدا دليلا دامغا على حالة الانسجام بين السياسات المصرية المصرية ونظيرتها العمانية، وهو الأمر الذي يعكس ادراك السلطنة، بقيادة السلطان قابوس بن سعيد، لأهمية الدور المصري، وهو ما تجسد بوضوح في حرص عمان على دعم مصر خلال العديد من الفترات الصعبة التي عاشتها في السنوات الماضية.


من جانبها، أعربت عمان عن دعمها لمصر ولإرادة شعبها، من خلال المشاركة بوفد رفيع المستوى في تنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي في عام 2014، كما أنها شاركت في مؤتمر دعم الاقتصاد المصري، والذي عقد في شرم الشيخ في مارس 2015، وذلك لتقديم الدعم للاقتصاد المصري الذي عانى كثيرا من جراء حالة عدم الاستقرار التي ضربت البلاد منذ عام 2011، بالإضافة كذلك إلى مشاركتها بوفد كبير في افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة.


مقاطعة مصر


الحرص العماني على دعم الدور الذي تلعبه مصر، كأحد القوى الإقليمية المهمة في منطقة الشرق الأوسط، ليس بالأمر الجديد، حيث أن هذا الأمر يمثل امتدادا لمواقف عديدة سابقة، كانت كاشفة لمدى إهتمام السلطان قابوس بدعم مصر ودورها على المستوى الإقليمي، في ضوء زيادة التهديدات التي تواجهها المنطقة، حيث كانت سلطنة عمان هي الدولة العربية الوحيدة التي رفضت مقاطعة مصر بسبب توقيعها اتفاقية كامب ديفيد.


كان السلطان قابوس هو أكثر من دعا الأشقاء العرب إلى الوقوف إلى جانب مصر في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات من القرن الماضي حتى عادت الدول العربية جميعا للعمل المشترك تحت مظلة الجامعة العربية من جديد بالقاهرة بعد أن كانت في تونس.


إقرأ أيضا


قبل زيارة الرئيس السيسي الأولى للسلطنة.. مغردون: عمان ترحب بمصر الكنانة