التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 11:00 م , بتوقيت القاهرة

في ذكرى وفاة رأفت الهجان.. كيف كانت الإسكندرية بوابة الدخول لقلب إسرائيل؟

مع شروق شمس 30 يناير سنويًا، تعود إلى الأذهان ذكرى وفاة الرجل الأشهر في تاريخ الإستخبارات المصرية، رأفت الهجان، ذلك الإاسم الحركي للمواطن رفعت علي سليمان الجمال، الذي رحل إلى إسرائيل بتكليف من المخابرات المصرية في إطار خطة منظمة في يونيو عام 1956، وتمكن من تحقيق مصالح تجارية واسعة وناجحة في تل أبيب، حتى أصبح فيما بعد الشخصية الأبرز في المجتمع الإسرائيلي.


وحسب معظم الروايات المصرية، فإن الهجان نجح على مدار 17 سنة في التجسس لصالح المخابرات المصرية في العديد من البلدان الإسرائيلية، تحت ستار شركة سياحية داخل إسرائيل، وتمكن من التوصل إلى معلومات خطيرة منها موعد حرب يونيو لسنة 1967، بالإضافة إلى لعبه دورًا فعالًا في الإعداد لحرب أكتوبر عام 1973، عقب إبلاغه للسلطات المصرية تفاصيل دقيقة عن خط برليف، ما جعل أسطورة صعوبة اختراق "الموساد" تنهار.


رأفت الهجان


الإنكار والاعتراف معًا


عقب هزيمة اليهود المريرة عام 1973، ومع مطلع الثمانينيات بالتحديد، بدأت شخصية رأفت الهجان تظهر في الأفق، فكان على "الموساد" تشويهها بأي ثمن، لكن جميع محاولات الإسرائليين باءت بالفشل.


وأمام فشل جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" الزريع، لم تجد حكومة تل أبيب آنذاك حجة للتعلل بها، فقامت بالرد الرسمي على قصة "الهجان" قائلة: إنها رواية خيالة بالغة التعقيد، وعلى المصريين أن يفخروا بنجاحهم في خلق هذه الرواية، لكن تعليلهم لم يطل كثيرًا.


وتحت ضغوط الصحافة الإسرائيلية لمعرفة حقيقة "الهجان" صرح إيسر هاريل، رئيس الموساد الأسبق عام 1988، بأن السلطات الإسرائيلية كانت تشعر باختراق قوي في قمة جهاز الأمن الإسرائيلي، لكننا لم نشك مطلقًا في "جاك بيتون"، وهو الاسم الإسرائيلي لـ"الهجان"، ومن ثم سارعت الصحف الإسرائيلية في التوصل إلى حقيقة هذه الشخصية بالتفصيل، فنشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية خبرًا تؤكد فيه أن جاك بيتون، رأفت الهجان، أو الاسم الثالث له رفعت الجمال، يهودي مصري، ولد عام 1919 بمدينة المنصورة، ثم غادرها للمرة الأخيرة عام 1973.


وأوضحت "جيروزاليم بوست" أن "الهجان" نجح في عمل علاقات صداقة مع العديد من القيادات في إسرائيل، منها جولدا مائير، رئيسة الوزراء السابقة، وموشي ديان، وزير الدفاع، وبعد سنوات أصدر صحفيان إسرائيليان وهما إيتان هابر، ويوسي ملمن، كتابًا بعنوان "الجواسيس"، وتضمن الكتاب العديد من التفاصيل التي نشرت في مصر عن شخصية "الهجان"، والتي كانت بنفس الدقة والتفاصيل التي أوضحتها السلطات المصرية.


 


رأفت الهجان


كيفية زرعه في اسرائيل


رغم كشف الصحف الإسرائيلية معلومات عدة عن "الهجان" إلا أنها عجزت عن اكتشاف فتره تجنيده، وظل الأمر سرًا حتى كشف الرجل الستار عنها في مذكراته، والتى كشفت انضمامه إلى الوحدة اليهودية (131)، أثناء وجوده في الإسكندرية، والتي أنشأها الكولونيل اليهودي إبراهام دار، لحساب المخابرات الحربية الإسرائيلية "أمان"، والتي شرع بعض أفرادها في ارتكاب عمليات تخريبية ضد بعض المنشآت الأمريكية والأجنبية، على نحو يجعلها تبدو كما لو أنها من صنع بعض المنظمات التحتية المصرية، فيما عرف بعدها باسم فضيحة "لافون"، نسبة إلى بنحاس لافون، وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك.


وفي الوحدة (131)، كان رفعت الجمَّال، زميلاً لعدد من الأسماء، التي أصبحت فيما بعد شديدة الأهمية مثل مارسيل نينو وماكس بينيت، وإيلي كوهين، ذلك الجاسوس الذي كاد يحتلّ منصبًا شديد الحساسية والخطورة، بعد هذا بعدة سنوات، في سوريا.


 


رأفت الهجان


اقرأ أيضًا..


" رقصة لليلة واحدة " سبع "روايات قصيرة" لسلمي عبد الوهاب بمعرض الكتاب


"الفورمات".. الدراما المصرية والأجنبية اقتباس أم سرقة؟