رغم التهديد.. ترامب سيفشل في إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
"قطع المساعدات حتى العودة لطاولة المفاوضات".. كان ذلك تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلطة الفلسطينية، حتى تقبل بخطة السلام التي وضعها هو.
وبحسب مجلة "نيويورك"، فإن هذه الخطة لا تقوم على شيء كما يبدو سوى تخويف الفلسطينيين حتى الاستسلام، وذكرت المجلة أن الرئيس الأمريكي هدد الفلسطينيين في منتدى دافوس بقطع مزيد من المساعدات، حتى يوافقوا على الجلوس على طاولة المفاوضات، وقال "يمكنني أن أقول لكم إن الإسرائيليين يريدون السلام"، واصفا الجانب الفلسطيني بعدم احترام الولايات المتحدة.
وقالت المجلة، إن ترامب قال خطابه هذا بعد لقاء بينه وبين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، حتى يكون الكل على علم بانحيازه لإسرائيل.
ولكن - بحسب المجلة - فإن رغبة إسرائيل في السلام لا تعني الكثير، حيث إن نتنياهو لا يريد سلام على أساس حق العودة أو عودة الأراضي المحتلة، أو حتى تبديلها بأراض أخرى.
وهو ما يعني، طبقًا لما ذكرته المجلة، أن الرئيس الأمريكي يضغط من أجل مصالح إسرائيل فقط، وإذا تمكن الرئيس الفلسطيني محمود عباس من تجنب الفخ الأمريكي، فسوف يخسر عشرات الملايين من المساعدات.
الفشل الكبير
إن كان ترامب يريد السلام حقًا، فهو يتجه إلى الفشل الكبير، حيث تقول شبكة CNN في تقريرها: "لم يحدث من قبل أن كانت أي إدارة أمريكية متحالفة مع إسرائيل ومصالحها بهذا الجهل والتعمد، ولم يحدث من قبل أن قامت دعاية انتخابية لرئيس أمريكي على وضع مزيد من الضغوط على فلسطين الممزقة بالفعل، لكن هذه الأمور جيدة في عالم ترامبلاند" في سخرية واضحة من الرئيس الأمريكي.
وتوقعت الشبكة، أن "الصفقة الترامبية مصيرها الفشل التام" ليس لأن الفلسطينيين سيرفضون الضغوط الأمريكية فقط، ولا بسبب المعارضة الأوروبية، ولكن بسبب عامل آخر، وهو أن كلا من نتنياهو وترامب مصابين بالغرور، والأمر كله مسألة وقت حتى يضيق كلًا منهما بالأخر، لأنهما سوف يتزاحمان في القيادة لتسليط بقعة الضوء الإعلامية عليهما.
وكذلك فإن الضغط الأمريكي لم ينجح في السابق مع الفلسطينيين في عهد جورج بوش، الذي كان يرفض لقاء الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات حتى يتم تغيير هيكل منظمة التحرير الفلسطينية، ويتخلى عن مسمى التحرير ودعم الهجمات ضد الإسرائيليين وهو ما لم يحدث.
اقرأ أيضًا
مفوض حقوق الإنسان: خطاب ترامب ينتمي للقرن العشرين
ترامب يوجه "تحيات حارة" للقادة الأفارقة بعد التصريحات المسيئة بحق دولهم