الأكراد ضحايا مسلسل الخيانة من أمريكا لتركيا
"إنهم أفضل حلفائنا على الأرض في.." عبارة كررتها أمريكا مرارا على لسان مسؤولي CIA والبنتاجون في وصف المقاتلين الأكراد في العراق وسوريا.. لكن الواقع يقول إن الخيانة أمر متكرر في العلاقة بين واشنطن والأكراد.
حليف يتم التخلي عنه وقت اللزوم
برغم العبارة الأمريكية السابقة، إلا أن واشنطن تركت العملية العسكرية ضد المليشيات الكردية في سوريا تتم في بلدة عفرين بلا تدخل، وكل ما صدر من تصريحات أمريكية كانت تدعو للهدوء وأن تخفف أنقرة من حدة الهجوم.
وهو الموقف الذي اعتبرته القوات الكردية تخاذلا أمريكيا عن المسؤولية "الأخلاقية" بحسب التصريحات الكردية.
والمثير أن هذه ليست المرة الأولى التي تساعد فيها واشنطن مقاتلين أكراد ثم تتخلى عنهم، فصحيفة "وول ستريت جورنال" أشارت في تقرير لها إن واشنطن دعمت الكرد ضد صدام حسين في العراق في السبعينات كخطوة لمساعدة شاه إيران حليف أمريكا، وعندما انتهت الأزمة تجاهلت واشنطن حلفائها على الأرض، وقال وزير الخارجية الأمريكي وقتها هنري كيسنجر إن "السياسة لا يجب خلطها بالأعمال الخيرية".
في العراق من جديد
وأشارت الصحيفة أيضا إلى أن الأكراد ينظرون للموقف الأمريكي من الاستفتاء حول الانفصال عن العراق بنفس الطريقة، وهي أن أمريكا لم تدعم الاستفتاء، بل طالبت بتأجيله والحوار مع بغداد.
على الرغم من أن الإدارة الأمريكية قالت إنها تفضل دعم قوات البيشمركة في القتال ضد داعش، واتضح أن هذا هو كل ما تريده واشنطن من المليشيات الكردية وحسب.
في سوريا الخيانة من طرفين
على نحو آخر، يرى المحلل السياسي دان جلازبروك إن واشنطن لم تقم بخيانة الكرد وحسب بل الأتراك كذلك، وقال في تصريح لقناة "روسيا اليوم" باللغة الإنجليزية إن "الأكراد والأتراك، كلاهما يتعلم بالطريقة الصعبة خيانة واشنطن لكل من يتعامل معها".. فأمريكا خانت تركيا بإعلانها إقامة قوة أمنية كردية على الحدود السورية التركية، بدون استشارة أنقرة.
بينما خانت الأكراد بتخليها عنهم في مواجهة الجيش التركي.
خيانة أردوغان
أما وكالة بلومبرج، فترى أن الخيانة التي وقعت ليست من أمريكا بل من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يستهدف الأكراد ويقوض حلفاء أمريكا الذين حاربوا داعش لدرجة أن الموقف الأن يهدد بخسارة أمريكا لمصالحها في سوريا وإبعادها عن الساحة لصالح تصاعد النفوذ الروسي.
وقالت الوكالة "إن الرئيس التركي يظن أن بإمكانه الاستمرار للأبد في ضرب مصالح أمريكا بلا عواقب" واصفة الموقف التركي بأنه "خيانة تاريخية" ضد أمريكا والأكراد معا.
اقرأ أيضا..
هل يستغل الأسد العمليات التركية في عفرين لاستمالة الأكراد؟