حكاية عمرها 66 سنة.. بطولة الشرطة المصرية التي جعلت 25 يناير عيدا
في الخامس والعشرين من يناير كل عام تحل الذكرى السنوية لعيد الشرطة، والذي يعود إلى عام 1952، حينما طلب الاحتلال الانجليزي إخلاء مبني المحافظة وتسليمه لقواته، لكن رجال الشرطة المصرية البواسل رفضوا المطلب وصمموا على المقاومة، ما ألحق بهم خسائر بشرية كبيرة وصلت إلى 50 شهيدًا و80 جريحًا، ومنذ هذا اليوم اُعتبر الـ 25 من يناير عيدًا سنويًا للشرطة.
منذ وقوع الحادثة المؤسفة على يد قوات الاحتلال الانجليزي، لم تعلن الحكومية المصرية عن تحديده يوم عيدًا للشرطة، حتى عام 2009، حينما تم إقرار هذه الإجازة الرسمية لأول مرة بقرار من الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك، باعتبار هذا اليوم إجازة رسمية للحكومة والقطاع العام المصري تقديرًا لجهود رجال الشرطة المصرية في حفظ الأمن والأمان، واستقرار الوطن، واعترافًا بتضحياتهم.
ومع اقتراب يوم الـ 25 من يناير، يستعرض "دوت مصر" تفاصيل اليوم البطولي ضد الاحتلال الانحليزي
التوتر يشتد
وصلت قمة التوتر بين مصر وبريطانيا إلى حد مرتفع، عندما اشتدت أعمال التخريب والأنشطة الفدائية ضد معسكراتهم وجنودهم وضباطهم في منطقة القنال، فقد كانت الخسائر البريطانية نتيجة العمليات الفدائية فادحة، خاصة في الفترة الأولى، وكذلك أدى انسحاب العمال المصريين من العمل في معسكرات الإنجليز إلى وضع القوات البريطانية في منطقة القناة في حرج شديد، وفي الوقت نفسه أعلنت الحكومة عن فتح مكاتب لتسجيل أسماء عمال المعسكرات الراغبين في ترك عملهم مساهمة في الكفاح الوطني سجل 91572 عاملًا أسماءهم في الفترة من 16 أكتوبر 1951 وحتى 30 من نوفمبر 1951، كما توقف المتعهدون عن توريد الخضراوات واللحوم والمستلزمات الأخرى الضرورية لإعاشة 80 ألف جندي وضابط بريطاني.
مغامرة جديدة
مع هذه الضغوطات المفروضة على الاحتلال الإنجليزي، أقبلت انجلترا على عمل مغامرة جديدة للضغط على الحكومة المصرية للتراجع عن قرارها بإلغاء المعاهدة، وفي صباح يوم الجمعة 25 يناير 1952 استدعى القائد البريطاني بمنطقة القناة –"البريجادير أكسهام"- ضابط الاتصال المصري، وسلمه إنذارًا بأن تسلم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وتجلو عن دار المحافظة والثكنات، وترحل عن منطقة القناة بالكامل، وتنسحب إلى القاهرة بدعوى أنها مركز إختفاء الفدائيين المصريين المكافحين ضد الانجليز في منطقة القنال، الأمر الذي رفضته المحافظة وأبلغته إلى وزير الداخلية فؤاد سراح الدين باشا، الذي أقر موقفها، وطلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام.
القصف المدفعي
أمام رفض الحكومية المصرية إخلاء ديوان المحافظة وانسحاب الشرطة من القناة، فقد القائد البريطاني في القناة أعصابه، وقامت قواته ودباباته وعرباته المصفحة بمحاصرة قسم شرطة الاسماعيلية، وتم إرسل إنذارا لمأمور قسم الشرطة طلب فيه تسليم أسلحة الشرطة، غير أن ضباط الجنود رفضوا قبول هذا الانذار، فأعطي القائد البريطاني أوامر بقصف المكان، وفتحت دباباته مدافعه النيران بشكل مركز وبشع بدون توقف ولمدة زادت عن الساعة الكاملة، في الوقت الذي لم تكن قوات "لشرطة المصرية مسلحة بشيء سوى البنادق العادية القديمة.
اقرأ أيضًا..
مثّل وأخرج وتولى مناصب... المسرح المصري يودع "سيد خطاب"