التوقيت السبت، 23 نوفمبر 2024
التوقيت 12:57 ص , بتوقيت القاهرة

لماذا تأخر إعلان ترشح الرئيس

خلال مؤتمر " حكاية وطن " الذى عقد على مدار الثلاث أيام الماضية بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي أعلن فى نهاية يومه الثالث نيته الترشح لفترحة رئاسية ثانية، وخوضه المعركة الإنتخابية التي من المقرر إجرائها فى مارس القادم.


وجه الرئيس حديثه إلى الشعب المصرى بطلب الإستئذان فى الترشح للإنتخابات، المؤتمر كان يشارك فى صفوفه الأولى ممثلين عن كافة مؤسسات الدولة، ولكن الرئيس وجه حديثه لجموع الشعب المصرى، لم نتعود سابقا على هذه الصيغة فى إستئذان الرئيس للشعب للموافقة على نيته الترشح، هذه العبارة جاءت لتؤكد ما سبق وأن أكده الرئيس عبد الفتاح السيسي عقب نجاحه فى الإنتخابات الرئاسية السابقة التي جرت في العام 2014 والتي أكد فيها بأنه ليس مدين لأحد سوى الشعب المصرى.


أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسى هذه العبارة عدة مرات نظرا لأن هناك كثير من القوى السياسية والإعلاميين ظنوا أن الرئيس مدين لهم، وأنهم كانو وسطاء بينه وبين الأصوات الإنتخابية التى منحها لها المصريون، كانوا يظنون أن سيكون الفضل والولاء أو بمعنى أدق أنهم سيحصلون على مقابل مادي ومعنوي وإمتيازات مقابل هذا الدعم. ولكن هذه المرة للأسف لم يعد هؤلاء السياسيين والإعلاميين سالفي الذكر قادرين على فهم التجربة الحقيقية بعد ثورتين متتاليتين، وحشد ضخم تجمع أكثر من مرة بدعوة مباشرة من الرئيس عبد الفتاح السيسي.


إن هذه الخبرات التى تراكمت فى المجتمع المصري قد شكلت زعامة حقيقية، واسقطت كل الوسطاء الذين كانوا يعيشون على أنهم وكلاء للحاكم أو الحكومة فى تعاملهم مع المجتمع. فمنذ أن أعلنت اللجنة الوطنية للانتخابات فى أول مؤتمر صحفى لها عن بدء ماراثون الإنتخابات الرئاسية الجديدة، وانهالت التوكيلات والتفويضات من المواطنين ونواب البرلمان لدعم ترشيح الرئيس عبد الفتاح السيسي للانتخابات الرئاسية، بل أن البعض قد طالب الرئيس مبكرا أن يعلن ترشحه لفترة ثانية قبل الإعلان عن البدء في إجراءات الإنتخابات.


تسأل العديد لماذا يتأخر الرئيس فى الإعلان رسميا عن هذه الخطوة مادام هناك رغبة شعبية جارفة بين أطياف متنوعة من المجتمع المصري لخوضه الانتخابات، ولم يستوعب عدد كبير من المواطنين السبب وراء هذا التأخيير إلا فى اليوم الأخير لمؤتمر " حكاية وطن "، فالرئيس فضل أن يقدم كشف حساب عن ما تم إنجازه وتحقيقه خلال فترة الرئاسة الأولى والتي شارفت على الإنتهاء وتقترب من الأربع سنوات، فضل الرئيس أن يطلعهم على كافة ما قدمه لهم وما قام بتنفيذه على أرض الواقع لضمان مستقبل أبنائهم، واطلاعهم على حجم ما أنفق وما تم انجازه وما جارى الانتهاء منه، وتلقى الاسئلة والاستفسارات وأجاب عنها جميعا، ثم تقدم ليستأذن الشعب المصرى لاستكمال المسيرة فى فترة رئاسية ثانية.


إن ما استعرضه الوزراء فى هذا المؤتمر من مشروعات وانجازات تم تنفيذها فى فترة فعليا أقل من الأربعة سنوات من مشروعات من شأنها وأن تغيير وجه الدولة المصرية يعادل ما تم تنفيذه فى ما يزيد عن الثلاثون عاما من التنمية.


هناك البعض يشككون فى جدوى هذه المشروعات ما لم تؤثر على مؤشر التنمية خلال هذا العام، ولكن هذه المشروعات هى سد عجز فى قطاعي البنية التحتية والخدمات كان يجب أن يتم انجازها قبل أربعون عاما. هذه القاعدة التى تنفذها الحكومة حاليا هى التى تضمن توفير شبكات المياه والصرف والطاقة لأى مشروع ضخم سيتم تنفيذه فى المستقبل، هذه المشروعات التى كانت سببا فى توقف ظاهرة إنقطاع الكهرباء، وأنقذت شبكات مياه الشرب والصرف الصحى من الغرق فى الأمطار، وحافظات على حياة الاف الأسر المصرية التى تعيش فى مناطق داهمة الخطورة، هذه المشروعات والإستثمارات هى التي تساعد على فتح آفاق جديدة للقضاء على البطالة وإعادة تصحيح الميزان التجاري والوضع الإقتصادي للدولة المصرية، إنها مشروعات طال إنتظارها ولا يمكن لوطن يحلم بالمستقبل أن يكمل طريقه دونها، هذه هى رسالة تلك المشروعات.