من "جواب غرامي" لـ"حضن من أول نظرة".. مراحل تطور "الحب" في الدراما
"الحب" حكاية أساسية في كل الأعمال الدرامية، فدائمًا ما تقدم الأفلام والمسلسلات المصرية قصص الحب كمحور درامي رئيسي، تدور حوله الأحداث الأخرى، وكثير ما يحمل العمل أكثر من قصة حب، تؤثر بالمشاهدين وتثير تعاطفهم مع أبطالها، ومع تطور الزمن والأجيال وطرق التواصل بين الشباب والفتيات، تطور شكل الحب وأساليبه، وانتقل ذلك للدراما لتعرضه بصورته الحديثة.
من "الجواب الغرامي" لـ"طلب الصداقة" تطور الحب مع الأجيال، ففي أيام الزمن الجميل تبدأ قصص الحب بالجواب الغرامي، الذي يرسله الشاب للفتاة معبراً عن حبه، بعد فترة من التردد والنظرات والابتسامات، ليصبح الحب أسهل بكثير مع الجيل الجديد، وتبدأ قصص الحب بـ"طلب صداقة" أو "رسالة" علة أحد مواقع التواصل الاجتماعي، ولم يصب التطور بدايات علاقات الحب فقط، بل تغير شكل علاقات الحب وأسلوبها ونهايتها أيضًا.
الحب في السينما
"أسرار البنات" و"المراهقات" و"الزواج على الطريقة الحديثة" و"حبيبي دائمًا" و"أغلى من حياتي" كلها أفلام تدور بشكل أساسي حول قصص الحب وما يواجه أبطالها من أزمات تعيق علاقتهم، وتميزت تلك الأفلام وغيرها من أفلام الزمن الجميل بعلاقات حب راقية وصادقة، فمنها ما ناقش علاقات الحب في سن المراهقة، ومنها ما ناقش علاقات الحب في سن الشباب الناضج الذي تعيقه ظروف الحياة وتحول بين ارتباطهم، ودائمًا ما تنتهي تلك بنهايات سعيدة، وكان الحب في تلك الأفلام يتلخص في جوابات يرميها البطل للبطلة أمام باب المدرسة، أو يتقابلان في إحدى الحدائق العامة أو يتحدثون خفية في التليفون الأرضي، أو يلاحق البطل بسيارته حبيبته وهي عائدة من مدرستها للمنزل.
وفي مقابل ذلك، كانت أفلام الجيل الجديد، مثل "أهواك" و"365 يوم سعادة" و"عمر وسلمي" و"هيبتا" تقدم قصص الحب بشكل مختلف عن زمان، بشكل يواكب روح عصرها، حب سريع ومتطور يواجه مشاكل معاصرة أبطاله من يتحكمون به، ليعبر البطل عن حبه أمام الجميع دون قيود أو خوف، وتبدأ قصص الحب في تلك الأفلام بتفاصيل صغيرة ودون عناء تبدأ بكلمة، أو باقة ورد يرسلها البطل لحبيبته، أو "حضن" مثل علاقة الحب الغريبة التي نشأت بين يوسف ورؤى في فيلم "هيبتا".
الحب في الدراما التلفزيونية
"العطار والسبع بنات" و"عائلة الحاج متولي" و"الحقيقة والسراب" والمال والبنون" كلها أعمال درامية ناقشت قضايا مختلفة، وكان للحب نصيبًا فيها، فعرضت علاقات حب مختلفة منها الفاشل الذي كان مجرد كذبة، ومنها الصادق الذي أصبح نموذجًا رائعًا للحب، ففي مسلسل "العطار والسبع بنات" الذي قدم عددًا من علاقات الحب المختلفة منها علاقة النجم نور الشريف بالفنانة بثنية رشوان التي ظل يحبها رغم زواجه، وكل الأحداث التي فرقتهما إلا أن علاقتهما انتهت بالزواج في النهاية.
وفي مسلسل "الحقيقة والسراب" كان هناك أكثر من علاقة حب منها الفاشل ومنها الناجح، ولكن قصة حب "منال" التي تسببت في إيذائها كانت الأكثر تأثيراً في المشاهدين، حيث حملت رسالة عن الحب المزيف الذي يقوم على الاستغلال والكذب والتحذير منه، وفي السنوات الأخيرة اتجهت الدراما المصرية لتقديم مسلسلات تدور بشكل رئيسي حول قصص الحب، مثل مسلسل "أدم وجميلة" و"ليلة" و"لا تطفئ الشمس".
اقرأ ايضًا ..