واشنطن بوست: إسرائيل ستدفع ثمن صداقة ترامب
من الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وحتى قطع المساعدات عن الفلسطينيين.. مواقف غير مسبوقة اتخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لدعم إسرائيل.
وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" فإن التوافق بين ترامب ونتنياهو يجعل إسرائيل الآن أحد أقوى مؤيدي الرئيس الأمريكي ولكن على المدى البعيد هذا التقارب قد يحمل لإسرائيل ضررًا مستقبليًا إذا جاءت حكومة أمريكية أخرى معارضة لترامب وتوجهاته.
وأشارت الصحيفة إلى أنه وبعد أسبوع من قرار واشنطن بقطع 65 مليون دولار عن صندوق الأمم المتحدة لدعم اللاجئين الفلسطينيين فإن الموقف أصبح واضحا حول تحيز الرئيس الأمريكي ضد الفلسطينيين.
وبالنسبة لنتنياهو فإن هذه السياسة الأمريكية مرحب بها للغاية بديلا عن سياسة أوباما، الذي كان يعارض بشدة التوسع الاستيطاني وتسبب ذلك في خلاف حاد بينه وبين نتنياهو لمدة 8 سنوات.
أما ترامب فلم يذكر قط كلمة "دولة فلسطين" سواء في فترة الانتخابات الأمريكية أو بعدها وحتى خطة السلام التي وعد بها، فإن الفريق الذي يشرف عليها بحسب الصحيفة يقوده جاريد كوشنر صهر ترامب اليهودي والفريق نفسه يغلب عليه المؤيدين المتشددين لإسرائيل والكثير منهم يهود أرثوذكسيين لديهم روابط عميقة بحركة الاستيطان.
ومنذ توليه المنصب فإن الرئيس الأمريكي أبعد نفسه عن حل الدولتين الذي يؤيده المجتمع الدولي منذ توقيع اتفاقية أوسلو في التسعينات، وقال إنه سيؤيد مثل هذا الحل لو اتفق عليه الطرفان، وبالنظر لمواقف نتنياهو المعارضة لقيام دولة فلسطين فإن هذا الحل يبقى بعيدًا.
وفي ملف الاستيطان لم يبد الرئيس الأمريكي معارضة واضحة لاستمرار إسرائيل في التوسع على الأراضي المحتلة من عام 1967، ويريد الفلسطينيون قيام دولتهم عليها.
وأكبر تحول في اللعبة السياسية كان في ديسمبر الماضي عندما قرر الرئيس الأمريكي الوفاء بوعده لإسرائيل والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل مع وعد بنقل السفارة الأمريكية لها من تل أبيب، علمًا بأن الفلسطينيين يرون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين.
في حين يقول الرئيس الأمريكي إن قراره ليس سوى اعتراف بالواقع وأنه لم يحدد بعد الحدود النهائية لمدينة القدس، فإن نتنياهو قال إنه "شديد الامتنان" لترامب وقراره الشجاع على حد وصفه.
إلا أنه وبحسب الصحيفة على المدى الطويل ستتلقى إسرائيل عواقب عدم تأسيس دولة فلسطين حيث إذا استمر الحال كما هو، فسوف تستولى الحكومة الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية كلها بشكل متتابع.
ثم تتحول الدولة اليهودية إلى دولة ثنائية القومية، ولن تكون دولة ديمقراطية، لأن الحكومة الإسرائيلية ستواجه خيارًا إما منح الجنسية للفلسطينيين أو صناعة دولة تفرقة عنصرية رسمية، وبعدها ستفقد الأغلبية اليهودية عددها مقابل تزايد أعداد الفلسطينيين.
ويقول دان شبيرو سفير أوباما بإسرائيل: "من يحتفلون في أمريكا وإسرائيل بهزيمة الرئيس الفلسطيني عباس كشريك في التفاوض وانهيار محادثات السلام عليهم التفكير مجددًا".
وحتى نتنياهو سيجد عواقب التحالف مع هذه الإدارة الأمريكية وخيمة، حيث يقول الحاخام جيل جاكوب: "بالتحالف مع ترامب فإن نتنياهو فتح الباب على نفسه هو وإسرائيل وباقي اليهود حول العالم لتلقي الانتقادات وردود الفعل الغاضبة".
بينما يقول خبير العلاقات الأمريكية الإسرائيلية إيتان جيلبوا في جامعة بار إيلان الإسرائيلية "إن نتنياهو عليه الحذر من أن يبدو ودودا أكثر من اللازم مع الرئيس الأمريكي.. الأمر حساس بعض الشئ عليك أن تظهر العلاقات الجيدة معه وفي نفس الوقت يجب ألا تثير غضب الأمريكيين اليهود والديموقراطيين وهذا أهم شيء".
اقرأ أيضا
ماذا يعني اعتراف ترامب بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل؟