في الوقت الذي تركز فيه قناة الجزيرة على مساندة ودعم الحليف الإيراني خلال تغطية التظاهرات التي تشهدها عدة مدن إيرانية، نجد أنها تلقي باللوم على الوضع الاقتصادي الصعب عند الحديث عن الاحتجاجات التونسية، هكذا كان التزامن في التظاهرات التي تشهدها كلا من إيران وتونس فاضحا للنهج المزدوج الذي تتبناه القناة القطرية.

وعلى الرغم من أن مسألة الازدواجية التي تتبناها قناة الجزيرة، والتي تعد بمثابة الذراع الإعلامي لتنظيم "الحمدين" الحاكم في قطر، ليست بالأمر الجديد، إلا أنها تتجلى بوضوح مع التزامن الذي شهدتها المظاهرات التي نشبت ضد النظام الإيراني، والذي يعد أحد أهم حلفاء قطر، من جانب، والاحتجاجات ضد النظام الحاكم في تونس، والذي جاء إلى الحكم في 2014، على حساب حركة النهضة الموالية لجماعة الإخوان، والتي جمعتها علاقات قوية بنظام قطر.

توقيت التغطية

تغطية الجزيرة للتظاهرات الإيرانية جاءت بعد أيام طويلة من بداية المظاهرات التي شهدتها عدة مدن، حيث كان غياب الجزيرة عن الحدث الإيراني الهام، محلا لانتقاد قطاع كبير من المتابعين، في حين أن القناة وكاميراتها كانت في قلب الأحداث التي تشهدها تونس منذ البداية، وهو الأمر الذي يعكس ابتعاد المنبر الإعلامي القطري تماما عن مباديء الموضوعية والحيادية التي دائما ما يتشدق بها أنصار الحمدين.

حقوق الإنسان

تقارير القناة القطرية ركزت بصورة كبيرة على شرعنة التظاهرات التونسية، حيث ركزت على أن السبب في الاحتجاجات هو الوضع الاقتصادي وتفشي البطالة، في حين اتهمت السلطات التونسية ضمنيا بقتل المتظاهرين.

 في حين كان تعامل القناة مع التظاهرات الإيرانية مختلفا تماما، حيث أن اتهامات الجزيرة طالت المتظاهرين، حيث أنها اتهمتهم بقتل الشرطة وقوات الحرس الثوري الإيراني، دون الحديث عن الانتهاكات التي ارتكبتها السلطات الأمنية في إيران بحق المتظاهرين.

حرب الشعارات

تناولت "الجزيرة" شعارات المتظاهرين، حيث نشرت القناة القطرية ما أسمته رسالة إلى رجال العهد القديم، في محاولة لتشويه النظام الحالي في تونس والربط بينه وبين نظام الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي، والذي تمت الإطاحة به خلال الانتفاضة التونسية في 2011.

إلا أنها في المقابل نشرت أخبار عن تراجع وتيرة الاحتجاجات التي تشهدها إيران، على الرغم من أن غالبية التقارير المنشورة في العديد من الصحف والمواقع العالمية أكدت استمرار التظاهرات التي تشهدها إيران.

المصادر الصحفية

الاختلاف بدا صارخا في تغطية الجزيرة للأحداث بين تونس وإيران، حتى من حيث المصادر التي اعتمدتها القناة القطرية لنقل أخبارها، ففي الوقت الذي اعتمدت فيه على وسائل الإعلام الموالية للنظام الحاكم في طهران، عند الحديث عن الأوضاع في إيران نجد أنها لجأت إلى توسيع مصادرها في تونس لتشمل وكالات الأنباء العالمية وصفحات تويتر، وغيرها.

إقرأ أيضا

سكتت دهرا ونطقت كفرا.. ما هي استراتيجية الجزيرة في تغطية انتفاضة إيران؟