التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 06:11 م , بتوقيت القاهرة

بين بن سلمان وخامنئي.. كيف كشف الأمير الشاب عوار نظام طهران العجوز؟

في الوقت الذي يتهاوى فيه النظام الحاكم في إيران، في ضوء التظاهرات العنيفة التي تشهدها العديد من المدن الإيرانية احتجاجًا على السياسات الإيرانية التي يقودها المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي، تشهد المملكة العربية السعودية طفرة كبيرة على كل الأصعدة سواء من الناحية السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية، بفضل حركة التغيير الشاملة التي يقودها ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان.


بين خامنئي وبن سلمان، العديد من السنوات التي ربما ينظر لها البعض أن تصب في صالح الخبرة لصالح المرشد الإيراني، إلا أن الواقع ربما يبدو مختلفا، وهو ما يظهر بوضوح في الاختلاف الكبير بين شعبية الرجلين في الداخل في بلديهما خاصة لدى فئة الشباب، حتى أن عددا من المحللين ربما يرون أن أحد الأسباب التي دفعت للانتفاضة التي تشهدها العديد من المدن الإيرانية، هو الإصلاح الذي حققه بن سلمان داخل المملكة في الأعوام الماضية، في الوقت الذي يعاني فيه المواطن الإيراني من انتكاسة على مختلف الأصعدة.


"دوت خليج" يرصد أهم التوجهات السياسية التي تبنتها المملكة العربية السعودية والتي دفعت إلى وضعها على الطريق الصحيح، مقابل سياسات طهران التي دفعت البلاد إلى حالة الانفجار الراهنة.


السياسات النفطية


يعد النفط هو أحد المصادر الاقتصادية الرئيسية لكلا من إيران والمملكة العربية السعودية، في ضوء ثروتهما النفطية الهائلة، إلا أن انهيار أسعار النفط منذ 2014، دفع إلى ضرورة خفض الانتاج، وهو الأمر الذي رفضته إيران بشدة بعد الاتفاق النووي الذي عقدته طهران مع القوى الدولية الكبرى، وهو الأمر الذي ساهم بصورة كبيرة في تفاقم الأزمة، في ضوء رفض الدول الأخرى، وعلى رأسها السعودية، أن تتخذ الخطوة بشكل أحادي.


وعلى الرغم من تغير الموقف الإيراني بعد ذلك، إلا أن التعنت الإيراني في البداية ساهم في استمرار الانهيار الذي ضرب الأسعار لأكثر من عام، حيث لم تشهد أسعار النفط انفراجا سوى في الأسابيع الماضي، إثر الاتفاق الذي قادته المملكة العربية السعودية بحكم مسئوليتها كأحد الدول النفطية الرائدة بالشراكة مع الجانب الروسي.


الحرب على الفساد


الفساد كان أحد أسباب حالة الانهيار الاقتصادي في إيران، حيث عانى الاقتصاد الإيراني من سنوات طويلة من النهب والفساد، حيث تم نقل ملكية الشركات الحكومية، في إطار سياسات الخصخصة التي تبنتها إدارة النظام الإيراني، إلى شركات مملوكة للحرس الثوري الإيراني، لتكون أموالها محلا للسرقة من قبل قيادات المؤسسة التي دائما ما تثور الشبهات حول الدور الذي تقوم به.


بينما اتجهت السعودية نحو إطلاق حملة لاجتثاث الفساد، حيث شكلت لجنة لمحاربة الفساد برئاسة ولي العهد السعودي، لتقوم بتوقيف عددا من الأمراء وكبار المسئولين جراء الاشتباه في تورطهم في أعمال فساد، وهو الأمر الذي أعطى انطباعا أن الحرب في الفساد في المملكة لا تقتصر على صغار الموظفين، ولكنها تمتد إلى كافة المسئولين مهما كانت مناصبهم، وهو ما فتح الباب أمام زيادة الثقة بين المواطن وقيادته الحاكمة.


الإصلاح الاقتصادي


ولي العهد السعودي كان حريصا على إبراز برنامجه لتحقيق الإصلاح الاقتصادي، منذ صعود العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز إلى العرش في عام 2015، حيث يقوم برنامج "رؤية المملكة 2030"، على تنويع مصادر الاقتصاد السعودي، بحيث لا يقتصر اعتماد المملكة على النفط في السنوات المقبلة. وتسعى المملكة إلى جذب المستثمرين وتشجيع القطاع الخاص من خلال المشروعات العملاقة التي تهدف إلى دعم قطاعات من بينها السياحة والاستثمار وغيرها.


وفي المقابل دأب النظام الإيراني على الاستئثار بكل المشاريع، والمؤسسات الاقتصادية عبر الحرس الثوري الإيراني، والذي يتبع خامنئي مباشرة، وهو ما ساهم كما ذكرنا من قبل في تفشي الفساد، بالإضافة إلى زيادة نسبة البطالة بين الشباب الإيراني، وهو الأمر الذي ساهم بصورة كبيرة في تأجيج حالة الغضب بين الإيرانيين.


الرهان على المرأة


على الرغم من أن أوضاع المرأة السعودية كانت محلا للانتقاد لسنوات عديدة، إلا أنها على ما يبدو كانت تشغل جزءا كبيرا من برنامج ولي العهد السعودي، حيث سعت المملكة خلال أشهر معدودة إلى تحسين أوضاع المرأة بحيث يمكن الاعتماد عليها بصورة كبيرة في بناء الاقتصاد السعودي في صورته الجديدة.


بينما بقى الجمود الإيراني في التعامل مع المرأة على حاله، حيث مازالت القيود المفروضة على المرأة الإيرانية محل جدل في الداخل الإيراني في ضوء التطورات الكبيرة التي تشهدها المرأة السعودية، وهو الأمر الذي دفع بعض الصحف العالمية إلى القول بأن هناك حالة من الغيرة تنتاب المرأة الإيرانية من جراء الحريات التي أصبحت تتمتع بها المرأة السعودية.


الشرطة الدينية


لعل أحد أبرز الخطوات التي اتخذتها الإدارة الحاكمة في المملكة العربية السعودية، كانت تقليص صلاحيات الشرطة الدينية، وهو الأمر الذي لاقى استحسانا كبيرا بين المواطنين السعوديين في السنوات الماضية.


إلا أن النظام الإيراني في المقابل اتجه نحو توسيع صلاحيات الحرس الثوري، والذي مارسى أشد أنواع القمع تجاه المواطنين الإيرانيين، وهو الأمر الذي بدا واضحا في التعامل مع المرأة الإيرانية، كما برز بصور كبيرة في التعامل العنيف مع المتظاهرين في الأحداث الأخيرة.


اقرأ أيضًا ..


بعد الإصلاحات.. المرأة السعودية "ملهمة" لنساء إيران


خاص.. نورة شنار: ثورة إيران ضد عمائم الشر.. وقطر تتجاهلها لهذا السبب