التوقيت الثلاثاء، 24 ديسمبر 2024
التوقيت 03:24 م , بتوقيت القاهرة

بين الحرس الثوري والحكومة.. اقتصاد إيران في مرمى نيران جناحي السلطة

وسط حالة المظاهرات العنيفة التي تجتاح إيران، ظهر على السطح خلاف جديد بين الحرس الثوري والحكومة الإيرانية.


وكان وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان أعلن، أمس السبت، أن شركة "خات الأنبياء" الذراع الاقتصادية للحرس الثوري هي من يمسك بعصب المشاريع الاقتصادية الكبيرة للحكومة الإيرانية في مختلف المجالات "النفط والغاز والنقل والطرق والسدود والاتصالات"، مشددًا على أن الحرس الثوري قدم مساعدات للحكومة بعد مناقشة سياسة "اقتصاد المقاومة" في إيران.


وكشف دهقان أيضًا، بحسب صحيفة "الشرق الأوسط"، عن حصول شركات الحرس الثوري على 50 مشروعًا مؤثرًا في الاقتصاد الإيراني.


قاسم سليماني، أرشيفية


سرقة الاقتصاد الإيراني


تصريحات دهقان جاءت مع تصاعد التوتر بين جناحي السلطة الإيرانية الخاضعين للمرشد الأعلى خامنئي.


ففي وقت سابق من هذا الشهر تم إلغاء صفقة تعامل 7 مليارات و800 مليون دولار حصل بموجبها الحرس الثوري على 51% من أسهم شركة الاتصالات الإيرانية في 2009.


وكان يمكن أن يكون هذا حدثًا عارضًا إلا أنه جاء بالتزامن مع تجاهل الحكومة الإيرانية إبرام صفقة مع كوريا الجنوبية لصناعة عشر سفن كبيرة عابرة للقارات وتجاهل شركات تابعة لـ"خاتم الأنبياء".


وبررت الحكومة تجاهل شركات الحرس الثوري بأنها عاجزة عن صناعة السفن وهو ما رفضته المليشيات المسيطرة على الاقتصاد الإيراني، وقال دهقان إن الشركات التابعة للحرس الثوري من إنجازات النظام في كل الأحوال.


يأتي ذلك، بعدما كانت وكالة "رويترز" نشرت في أكتوبر الماضي دراسة من مركز دراسات "الدفاع عن الديموقراطية" تظهر أن الحرس الثوري يستفيد من عملية "فساد نظامي" داخل السلطة الإيرانية لإثراء خزائنه وأنه يسيطر على 20% إلى 40% من الاقتصاد الإيراني بشكل مباشر وغير مباشر.


رفسنجاني


اللاعب الأقوى اقتصاديًا


ومن المعروف أن شركة "خاتم الأنبياء" بدأت عملها منذ عام 1988 وتملك حاليًا 812 شركة فرعية، تضم 135 ألف موظف دائم و500 ألف موظف بعقود مؤقتة وتدعي تنفيذ ما بين 8 و10 آلاف مشروع سنويًا بعضها وهمي لسرقة الأموال.


وبدأت قوة الحرس الاقتصادية تتنامى مع بداية رئاسة علي أكبر هاشمي رفسنجاني قبل أن يتحول إلى أبرز اللاعبين في الاقتصاد الإيراني في نهاية رئاسته التي تعتبر أكثر فترة اهتم بها رئيس إيراني بالاقتصاد


وعند توقيع الاتفاق النووي الإيراني تم رفع جزء من العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران ولكن بدلاً من توسيع حجم الاقتصاد ورفع الضغوط عن الشعب الإيراني.. ذهبت أغلب الأموال لخزائن الحرس وشركاته وتم استخدامها في الرشاوى وتمويل المليشيات المدعومة من إيران في الشرق الأوسط، ما يعني أن أحوال الشعب الإيراني لم تشهد أي تحسن منذ الاتفاق النووي إلى الآن بل زادت سوءًا برفع الأسعار 40% في الأيام الماضية.


وكان مجلس المقاومة الإيرانية أعلن أن المظاهرات الآن تضرب 25 مدينة إيرانية وسط مطالب بإسقاط حكم الملالي، وتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي صورًا وفيديو لحرق صور ولافتات رئيس البلاد حسن روحاني والمرشد الأعلى خامنئي وقائد فيلق القدس قاسم سليماني.


وكانت المظاهرات خرجت في إيران منذ يوم الخميس الماضي احتجاجًا على الفساد وغلاء الأسعار والتدخل الإيراني في شؤون دول الشرق الأوسط وإنفاق أموال الشعب الإيراني على تمويل المليشيات التي تزعزع الاستقرار في المنطقة وردد المتظاهرون هتافات "الموت لروحاني" و"لا غزة ولا لبنان، حياتي لإيران" في إشارة واضحة للمطالب بالتخلي عن سياسة التدخل في شؤون الدول والالتفات لمطالب واحتياجات الشعب.


اقرأ أيضًا..


المظاهرات الإيرانية .. فاتورة المليشيات والغلاء


فيديو.. محتجون يهاجمون مقر الحرس الإيراني


زوجة شاه إيران تدعم المظاهرات ضد حكم الملالي