التوقيت الجمعة، 10 يناير 2025
التوقيت 12:42 م , بتوقيت القاهرة

مركز الأزهر العالمي عن حادث حلوان: الاعتداء على الكنائس كالمساجد

بين مركز الأزهر العالمي للفتوى حكم  الاعتداء على بيوت العبادة والكنائس، مؤكدا أن الاعتداء عليها وقتل من فيها، هو إفساد في الأرض، ومخالف لما جاء به الإسلام، وحكمه حرام شرعًا، بل إن هذه الأفعال بعيدة كل البعد عن الإسلام وتعاليمه.


وقال مركز الأزهر العالمي في بيان له اليوم في أعقاب الهجوم الإهابي الذي استهدف كنيسة مارمينا العجايبي بحلوان، إن  الشريعة الإسلامية أمرت بالمحافظة علي الضرورات الخمس التي أجمعت كل الملل علي وجوب المحافظة عليها، وهي: الدين، والنفوس، والعقول، والأعراض، والأموال، فالأصل في الدماء أنها معصومة، والأصل في النفوس أنها محفوظة مُكرَّمة.


وأوضح المركز، بأن قتل نفس بريئة واحدة كقتل الناس جميعًا، فقد قال تعالى "مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا".


وتابع المركز بيانه قائلا: إنه لا يصح شرعًا أن توصف مثل هذه الأعمال العدوانية بالجهاد، فإن الجهاد في الإسلام قد شُرع لرفع الطغيان ودفع العدوان، فقد قال الحق جل وعلا " وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ "، وقال تعالى أيضًا " وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا ".


وأشار مركز الأزهر إلى أن الإسلام الحنيف قد كفل لأهل الكتاب الحرية في ممارسة شعائرهم ، فلا تهدم كنائسهم، ولا تكسر صلبانهم ، بل تحفظ عليهم أنفسهم وأموالهم وأعراضهم، ويُتركوا وما يدينون، ومما يدل على هذا ما جاء في كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم – لأهل نجران "لنجران وحاشيتهم جوار الله وذمة محمد النبي رسول الله على أنفسهم وملتهم وأرضهم وأموالهم وغائبهم وشاهدهم وبيعهم وصلواتهم لا يغيروا أسقفا عن أسقفيته ولا راهبًا عن رهبانيته".


وتابع المركز قائلا: ومن ذلك أيضًا ما كتبه رسول الله –صلى الله عليه وسلم - بينه وبين أهل أَيْلَةَ: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، هَذِهِ أَمَنَةٌ مِنَ اللَّهِ وَمُحَمَّدٍ النَّبِيِّ رَسُولِ اللَّهِ لِيُوحَنَّةَ بْنِ رُوبَةَ وَأَهْلِ أَيْلَةَ لِسُفُنِهِمْ، وَلِسَيَّارَتِهِمْ وَلِبَحْرِهِمْ وَلِبَرِّهِمْ، ذِمَّةَ اللَّهِ وَذِمَّةَ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ، وَلِمَنْ كَانَ مَعَهُمْ مِنْ كُلِّ مَارِّ النَّاسِ، مِنْ أَهْلِ الشَّامِ وَالْيَمَنِ وَأَهْلِ الْبَحْرِ "[الأموال لأبي عبيد : كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ لِأَهْلِ أَيْلَةَ]، وآلاف الصفحات من التاريخ تدل على هذا، فدين الإسلام دين الرحمة والانسانية والسلام.


مركز الأزهر للفتوى يوضح حكم الاعتداء على الكنائس


أقرأ أيضا..


"الوزراء" حول حادث كنيسة حلوان: المساعي الخبيثة للإرهاب لن تضعف وحدتنا