التوقيت الخميس، 09 يناير 2025
التوقيت 07:05 ص , بتوقيت القاهرة

"وطن ودم واحد" ضد الإرهاب".. مصر التي لا تعرف الفتن

"صرخات.. وهلع".. أمسك بجهاز مكبر الصوت ونادى الله أكبر الله أكبر، ونطق شهادة التوحيد في الأذان ليقطعه بصرخات عالية، إنه لم يكن يعلم وهو يمسك بمكبر الصوت لينادي في الناس بصلاة الجمعة الأخيرة من هذا العام، أنه يسير بخطواته ويستعد لمناشدة الأهالي إنقاذ إخوانه الأقباط  من هجوم أبناء الشيطان المتلبسين في هيئة بشر.


التطرف المدعي يتظاهر بحمل لواء الإسلام، فهو لا يعرف تعاليم الإسلام الصحيحة حيث حرم الله تعالى القتل في قوله: "مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا"، تحول مسجد الدسوقي الذي يسكن جوار  كنيسة مارمينا من رفع الآذان والتكبيرات إلى الجري وترك صلاة الجمعة والتوجه إلى محيط الكنيسة، وذلك بعد ما ترك المؤذن التكبير لينادى بعد علمه بمحاولة الهجوم الإرهابي على الكنيسة، قائلا: ""الحقوا يا أهل المنطقة إرهابي دخل الكنيسة"، حسبما ذكر موقع "الأقباط المتحدون".


ويظهر نسيج الوطن الواحد، الذي يكشف في كل مرة مدى قوة تلاحم المسلمين والمسيحيين والتصدي في وجه الإرهاب الذي لا دين له، يحاول إفساد البهجة وشق الصف الوطني، ليصطدم بواقع لا يفهمه أمثالهم من الحاقدين والملوثين، كما يدل التوافد على مستشفى النصر بحلوان المواطنين المسلمين والأقباط بالمنطقة للتبرع بالدماء للمصابين في حادث الهجوم على الكنيسة يؤكد أن الإرهاب لن يستطيع أن يضرب الوحدة الوطنية وامتزاج دماء مسلمي مصر بدماء أقباطها، وأننا جميعًا نقف خلف القيادة السياسية في حربها على الإرهاب الدنيء الذي لا يفرق بين مسلم أو مسيحي.


خفافيش الظلام.. هؤلاء جماعات الشر التي تنتشر في الخفاء، وتجتمع بتمويل من جهات مشبوهة تهدف إلى إسقاط الدولة المصرية ليكتمل المشهد العبثي بخراب المنطقة العربية ودمار هويتها تخطط وتضع آليات جمع "حطب النار".. شباب يعاني الفقر والجهل باع دينه ودنياه وتمكن أبناء الشيطان من السيطرة علي عقلة واعدينه بعشاء مع الحور العين إذا ما أسال دماء الأبرياء وأفناهم برصاصات الغدر ليجنوا هم المال من وراء ذلك، لم ينظرون إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم وتأكيده على حرمة القتل، خاصة في قوله "من قتل معاهدًا لم يرح رائجة الجنة".


وسرب آخر من خفافيش الظلام يغرد بأن الإسلامين هم أساس الإرهاب والخراب استهدفوا الكنائس والأخوة الأقباط ليثيروا الفتن ويشعلون فتيلها بين أبناء الوطن الواحد، بعدما فشلوا في الوقيعة بينهم وبين قواتهم المسلحة وقياداتهم السياسية لم ينجحوا في ذلك كله فلجأوا إلى القتل بسعار الوحوش وانتقلوا إلى مهاجمة الساجدين والمترنمين في عبادتهم.


وفي يوم الجمعة 24 نوفمبر، قتلوا المصليين والأطفال والمسنين، دون أدنى نظر أو مراعاة لشيخوخة كل منهم أو براءة الوجوه الحالمة، ليثبتون أنهم لم يروا ولا يسمعون بل يطيعون من غسلوا عقولهم ووجهوهم إلى الأخذ بالثأر من كل مصري قضى على جماعاتهم، ولفظ أفعالهم وأحكامهم، فحادث مسجد الروضة خير شاهد، والذي أسفر عن استشهاد 305 مواطنين.


غلبت الإنسانية علي إرهاب الوحوش البرية، وأحاط المصلين في المسجد الكنيسة بعد علمهم بما يحدث، لتظهر مصر الذي لا يعرفها الإرهابيون ويتحدون ضد خفافيش الظلام.


ويأتي المشهد الأخير، الذي يظهر قوة الجهات الأمنية وتحولنا من رد الفعل إلى الفعل والضربات الاستباقية، وقيادات الجيش، التي يصفهم المصريون بعيون مصر الساهرة التي لا تنام، لكي تطارد أشباح الظلام الذين لا ينتمون إلى دين ولا يتمسكون بوطن.


اقرأ أيضا


بعد إحباط الهجوم على كنيسة حلوان.. برلمانيون: "تحيا يقظة رجال الشرطة"


يقظة الداخلية تحبط أول عملية إرهابية ضد الأقباط في أعياد الميلاد