التوقيت السبت، 23 نوفمبر 2024
التوقيت 08:01 م , بتوقيت القاهرة

بعد حصوله على "سواكن".. هل يسعى أردوغان لحصار السعودية أم تمكين الإخوان؟

القرار الذي اتخذه الرئيس السوداني عمر حسن البشير بمنح جزيرة سواكن السودانية لتركيا، أثناء الزيارة التي أجراها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للخرطوم في الأيام الماضية، أثارت جدلا كبيرا حول الهدف وراء تلك التحركات التركية، والتي اعتبرها البعض تهديدا مباشرا للأمن القومي العربي.


تكمن أهمية الجزيرة في كونها أحد أهم الموانيء على ساحل البحر الأحمر، وهو ما جعلها عاصمة الدولة العثمانية في منطقة الحبشة، وهو الأمر الذي يعيد إلى الأذهان الحلم الذي يراوغ أردوغان منذ وصوله إلى سدة السلطة في بلاده، حول استعادة حلم الخلافة العثمانية.


تهديد صريح


التحرك التركي أثار قلقا كبيرا، خاصة وأن الخطوة تأتي بعد شهور قليلة من تأسيس قاعدة عسكرية تركية في العاصمة القطرية الدوحة، وبالتالي فإن الانتشار العسكري التركي في الجزيرة السودانية، التي تقع على الحدود السودانية السعودية، يحمل تهديدا صريحا للمملكة العربية السعودية، بحسبب عدد من المراقبين والخبراء الاستراتيجيين.


بحسب ما ذكر موقع "المونيتور"، فإن جزيرة سواكن السودانية تستخدم في الغالب لنقل المسافرين والبضائع إلى ميناء جدة في السعودية، إذ يأتي الميناء في المرتبة الثانية بعد بورتسودان ويقع إلى الشمال منه بمسافة 60 كيلومترا، وبالتالي فإن خضوعه للإدارة التركية قد يضع المملكة العربية السعودية تحت الحصار في ظل الخلافات التي قد تثور بين البلدين.


حلم الخلافة


إلا أن حلم الخلافة العثمانية لم يكن غائبا عن الصفقة التي أجراها الرئيس التركي مع البشير، خاصة وأن استعادة الأمجاد العثمانية يعد بمثابة الهدف الرئيسي للرئيس التركي منذ بداية حكمه في 2002.


ولعل تصريحات الرئيس التركي كانت واضحة في هذا الإطار، حيث أكد أن تركيا طلبت تخصيص جزيرة سواكن لإعادة انشائها وإعادتها إلى أصلها القديم، وهو الأمر الذي يعكس النوايا التوسعية للإدارة التركية في منطقة الشرق الأوسط على حساب القوى العربية الرئيسية.


من جانبها، وصفة وكالة الأناضول جزيرة سواكن السودانية بأنها جزيرة الأساطير وأرض الخلافة، وهو الأمر الذي يعكس توجهات الدولة التركية القائمة على التوسع.


وكالة الأناضول على تويتر


تمكين الإخوان


بينما يبقى التزامن بين الانتشار العسكري التركي في قطر من جانب، والصفقة التركية السودانية من جانب آخر، أحد التحركات التركية التي تهدف في الأساس إلى خدمة جماعة الإخوان، والتي ينتمي لها أردوغان، وتنظيم الحمدين في قطر، وهو الأمر الذي يثير مخاوف كبيرة في عدة دول عربية وضعت الجماعة في قائمة تنظيماتها الإرهابية، وعلى رأسها مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات.


ويرى نائب رئيس الشرطة والأمن العام بإمارة دبي الفريق ضاحي خلفان أن مخطط تركيا وقطر يعتمدعلى تأسيس قاعدة شمال المملكة العربية السعودية في قطر وقاعدة في سواكن في الجنوب على نهاية الحدود السودانية، وذلك لحماية تمرد إخواني يخطط له، بحيث تبقى هذه القواعد جناحي حماية للتنظيم.


اقرأ أيضًا ..


ضاحي خلفان يكشف مخطط تركيا وقطر لحماية الإخوان


خاص.. رئيس تحرير "الزمان" التركية: حلم الخلافة هو السبب في اختيار أردوغان لقطر