التوقيت السبت، 23 نوفمبر 2024
التوقيت 04:17 ص , بتوقيت القاهرة

في ذكراه.. "رمسيس يونان" الرسام المثقف ما زال يتمرد على الفن الهابط

رمسيس يونان
رمسيس يونان

أوقد الشمعة الأولى في مسيرة التنوير، صاحب بصمة قوية في التاريخ الفني وجهود عظيمة في نقل الثقافة الغربية المعاصرة إلى العربية بالترجمة والرسم، لم يكتف بالاطلاع على العديد من الكتب التراثية القديمة التي تهتم بالثقافة على اختلافها، لكنه سعى جاهداً لفتح آفاق الفكر التشكيلي عوامل ورؤى جديدة وبأسلوب مبتكر.


يونان



لعب جيل الرواد دورًا مهمًا في صياغة الحركة الفنية في مصر وتحديد مكانة رفيعة ورائدة له في العالم العربي، على نحو رائد، وقد تبع هذا الجيل جيلٌ ثانٍ وضع الفن المصري على خريطة الثقافة العالمية، ومن رموز هذا الجيل رمسيس يونان، وقد أمكن لهذا الجيل إحداث تفاعل فني بين المدرسة المصرية والمدارس الغربية.


لوحة فنية لرمسيس يونان


"رمسيس يونان"  يعد صاحب الإضاءة الأولى في اتجاه رفض منظومات القداسة الفكرية، بتأسيسه جماعة الفن والحرية، التي لعبت دورًا في فتح آفاق جديدة في الفن التشكيلي، كما أنها قدمت وجوهًا جديدة في هذا الاتجاه، وفي سبيل هذا الدور فقد لاقى السجن والرفض والغربة، فقد تعرض للسجن أول مرة في حكومة صدقي بتهمة قلب نظام الحكم عام 1946.

يعد أحد العلامات الثقافية البارزة في مصر، فهو الذي قاد حركة تمرد على كل ما هو تقليدي، على حد وصف الناقد صبحي الشاروني، في كتابه "المثقف المتمرد" رمسيس يونان، والذي يؤكد أن يونان قد عبرت حياته الإبداعية من خلال مراحل اعتنق في كل منها مذهبا من مذاهب الفن التشكيلي خلال القرن العشرين، حيث التحق رمسيس يونان بمدرسة الفنون الجميلة عام 1929 وتركها عام 1933، وعمل مدرسًا للرسم ورأس تحرير "المجلة الجديدة" عام 1943 وعمل في القسم العربي بالإذاعة الفرنسية ثم تفرغ للفن، وتوفي «زى النهارده» من عام 1966.

"يونان" من رواد التجديد في الفن المصري وهو من الجيل الثاني، وقد تزعم تمرد الجيل الثالث علي الاتجاهات التقليدية في الفن تزعم جماعة الفن والحرية التي تأسست عام 1939، ودعا في كتاباته إلي السيريالية ثم الوجودية ثم التجريدية، حيث تعتبر جهوده في نقل الثقافة الغربية المعاصرة إلى العربية بالترجمة والرسم جهوداً عميقة الأثر وكانت حياته سلسلة من الاحتجاج والتمرد علي كل طراز أو فكر سائد.


لوحة لرمسيس يونان



التحق بمدرسة الفنون الجميلة العليا عام 1929 وتركها عام 1933 مكتفياً بشهادة الأهلية لتدريس الرسم بالتعليم العام فاشتغل في طنطا وبورسعيد والزقازيق "1934/1941".

أصدر عام 1938 كتابه الأول "غاية الرسام العصري" ضمن مطبوعات جماعة الدعاية الفنية، وكتب مقدمته الفنان حبيب جورجي، واظب على المشاركة في صالون القاهرة السنوي من عام 1933 حتي عام 1938، كما شارك في معارض جماعة الدعاية الفنية عامي 1938 و1939 وأصدر يوم 22 ديسمبر عام 1938 بيان "يحيا الفن المنحط" الذي وقع عليه 37 رساماً وشاعراً ثم كون مع زملائه جماعة الفن والحرية يوم 9 يناير عام .1939 .


رمسيس يونان


تولى رئاسة تحرير المجلة الجديدة عام 1942 حتي مصادرتها عام 1944، وشارك في معارض الفن الحر السنوية  "1940/1947"، وقد استقر في مرسمه ببيت الفنانين بالقلعة عام 1940 وتفرغ تماماً للعمل الفني والفكري عام 1945، وترجم في هذه الفترة مسرحية "كاليجولا" لألبير كامي وفصل في الجحيم لأرتور رامبو.

اعتقل عام 1946 خلال حكم إسماعيل صدقي باشا، وكان من المعتقلين معه سلامة موسي ومحمد مندور ومحمد زكي عبدالقادر وعشرات غيرهم، وقد أفرج عنهم بعد بضعة أسابيع، وفي عام 1947 شارك في آخر معارض جماعة الفن والحرية الخاص بالفن الأوتوماتيكي، وشارك في تكوين جماعة مغلقة أطلقت علي نفسها اسم "جانح الرمال" لكنها لم تعش طويلاً، فقد سافر إلى باريس حتي شارك في معرض السيريالية الدولي واستقر هناك حيث عمل سكرتيراً لتحرير القسم العربي بالإذاعة الفرنسية وتوقف تماماً عن النشاط الفني بين عامي 1952/.1956


لوحة رسمها رمسيس يونان بعد عودته من باريس


عاد إلى مصر قبل العدوان الثلاثي وعمل مديراً للشؤون الفنية بمنظمة الشعوب الأفريقية والآسيوية "1957/1960"، ثم حصل علي منحة التفرغ عام 1960 وظلت تتجدد سنوياً حتي وفاته عام 1966، وقد أصدرت الجمعية المصرية لنقاد الفن التشكيلي عام 1993 كتاباً عنه بعنوان "المثقف المتمرد رمسيس يونان" بقلم صبحي الشاروني، وكان الدكتور لويس عوض قد أصدر عقب وفاة رمسيس يونان كتاباً يضم مجموعة من مقالاته النقدية صدر عن هيئة الكتاب.

اقرأ أيضًا ..    "وقفة ناصية دلوقتي".. "الطالبية" التي لم تظهر في كليب أحمد مكي