التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 06:48 م , بتوقيت القاهرة

الميزان الدولي.. تهديد ترامب في كفة والمصالح الأمريكية في الأخرى

رفض غالبية أعضاء الجمعية العمومية للأمم المتحدة القرار الأمريكي بجعل القدس عاصمة لإسرائيل، وصوت 128 دولة ضد القرار الأمريكي، في مقابل موافقة 9 دول، وامتناع 35 عن التصويت.


وهو ما قابله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتهديد للدول التي صوتت ضد قراره، من خلال قطع المساعدات الأمريكية.


فهل يحق لترامب تنفيذ ذلك التهديد، وما هي العواقب التي ستعود على الولايات المتحدة الأمريكية في حين عزفت تلك الدول عن علاقاتها معها، وما هو الضرر العائد على الدول المهددة؟.


داليا زيادة: ليس من سلطة ترامب قطع المساعدات العسكرية


علقت داليا زيادة مدير المركز المصري لدراسات الديمقراطية الحرة، على التهديد الأمريكي قائلة: "ليس من حق أمريكا قطع المساعدات وفقا لاتفاقية كامب ديفيد، وليس من سلطة ترامب قطع المساعدات العسكرية، لأن إسرائيل طرف في الاتفاقية وإذا أراد وقف المساعدات عن مصر فيتوجب عليه قطع تلك المساعدات عن إسرائيل أيضًا، وهذا من المستحيل".


وأضافت ذيادة في تصريح خاص لـ"وت مصر" اليوم السبت، أن أقصى ما يستطيع ترامب فعله للضغط على مصر هو أن يقطع جزءا من المساعدات بموجب وجود تقصير في بعض الملفات مثل حقوق الإنسان، أو وجود ديون متراكمة على مصر فوفقا لقانون الاتفاقية يحق لترامب تقليل المعونة أو وقفها.


وأشارت زيادة، إلى أن مصر يحق لها اللجوء للمحكمة الدولية والمجتمع الدولي، وفقا للاتفاقية الدولية، في حال تنفيذ الرئيس الأمريكي تهديده، لافتة إلى أن مصر مستفيدة من اتفاقية كامب ديفيد ولا تملك رفاهية قطع الاتفاقية، لأنها تتعلق بالسلام والحفاظ على الأمن المصري، وليس فقط تلقي المعونات.


ولاء جاد: المعونات الأمريكية تحقق مصالح سياسية واقتصادية قوية للولايات المتحدة


ومن جانبه أكد ولاء جاد الكريم، مدير مؤسسة شركاء من أجل الشفافية، أنه من الجانب النظري فإن ترامب يستطيع قطع المعونات عن مصر والدول الرافضة لقراره، ولكن من الجهة العملية لا يستطيع قطع المساعدات، لأنها تحقق مصالح ضخمة للاقتصاد الأمريكي حيث تحقق مبيعات للمنتج الأمريكي، لافتا إلى أنه طبقا للاتفاقيات فإن جزءا كبيرا من أموال المنحة تنفق في شراء المعدات الدولة من الولايات المتحدة الأمريكية.


وشدد جاد في تصريح خاص لـ"دوت مصر"، أن المعونات الأمريكية تحقق مصالح سياسية قوية لأمريكا، لأن معظم الدول التي تتلقى تلك المساعداتبها قواعد عسكرية لأمريكا وعلاقات سياسية واستراتيجية هامة، وبالتالي قطع المساعدات سيقلل من تواجد الولايات المتحدة في تلك المناطق.


وتابع مدير مؤسسة شركاء من أجل الشفافية: "أمريكا لا تتدفع المعونات إحسانا وإنما تدفعهامقابل تواجد عسكري استراتيجي واقتصادي، وخلق سوق لمنتجاتها"، مشيرا إلى ان القانون يعطي له الحق بمنع المنح، واتفاقية كامب ديفيد تنص على إعطاء مصر وإسرائيل مساعدات، ولكن لم تحدد قيمة تلك المعونة، وبالتالي من حق ترامب خفض تلك المعونات وهو ما تفعله أمريكا منذ فترة.


ولفت جاد، إلى أنه على مصر ان ترد بالمثل في حال تنفيذ ترامب تهديده، من خلا خفض مستوى التعاون العسكري والاستراتيجي والاقتصادي، لأن مصر دولة مهمة للغاية للتوجهات الأمريكية الاستراتيجية والاقتصدية في المنطقة، وإذا انسحبت مصر من التنسيق مع أمريكا في الملفات المهمة مثل العراق وسوريا وليبيا سيكون مؤثرًا على أمريكا.


اقرأ أيضًا..


#عهد_التميمي .. زهرة فلسطين "اللي علمت على جنود الصهاينة"


مندوب إسرائيل بالأمم المتحدة يستشهد بـ"عملة" لتبرير قرار ترامب بشأن القدس