رغم التحذيرات.. بريطانيا لا تستطيع حظر الإخوان
محاولات عديدة في بريطانيا لحظر جماعة الإخوان الإرهابية، ولكن المشكلة أعقد من مجرد وضع اسم الجماعة في قوائم الإرهاب البريطانية، لذا تلجأ الحكومة البريطانية لحل وسط وهو حظر الأذرع الإخوانية.
انتقد مركز دراسات كلاريون مواقف الحكومة البريطانية من جماعة الإخوان الإرهابية ونشرت دراسة من "معهد توني بلير للتغيير العالمي" توضح مدى التشابه بين الجماعة الإرهابية وتنظيم داعش والقاعدة في الفلسفات.
الدراسة تأتي مدعومة بفحص 3 آلاف وثيقة من مصادر لجماعات إرهابية منها وثائق زعيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، والتي نشرت المخابرات الأمريكية CIA جزء منها على مراحل.
وتقول الدراسة إن أفكار وفلسفات أسامة بن لادن كانت من البداية متوافقة مع الجماعة الإرهابية حتى إنه كتب بخط يده في مذكرة شخصية: "لقد كنت ملتزمًا بالإخوان على الرغم من مناهجهم المحدودة.. أنا متدين منذ الصغر ولم يكن هناك من يرشدني مثلما فعل الإخوان لقد كان الأمر غريزة طبيعية بالنسبة لي".
أما عن كيفية انتقال الأفكار الإخوانية للقاعدة وداعش، فالأمر لا يتوقف فقط على بن لادن والقيادات التي تبعته، حيث يذكر المؤرخ الأردني الفلسطيني حسني عايش إن داعش والقاعدة وضعت قوانينها وعقائدها من مصادر إخوانية بالكامل.
بريطانيا تحظر الأذرع الإخوانية
يوم أمس أعلنت بريطانيا عن تصنيف جماعتي "حسم" و"لواء الثورة" باعتبارها منظمات إرهابية، وعلى الرغم من أن القرار يقول إن الجماعتين على صلة بالإخوان الإرهابية، إلا أن الجماعة الأم لا تزال في مأمن من الحظر والعقوبات البريطانية على الرغم من وضوح التشابهات بينها وبين تنظيمات داعش والقاعدة.. ولكن لماذا؟.
بحسب مركز كلاريون وموقع "ديلي دوت" فإن النفوذ الإخواني متوغل في بريطانيا عبر الاستثمارات القطرية مثلما كانت ذكرت صحيفة "التليجراف" و"ديلي بيست" في يونيو الماضي.
والسبب في ذلك أن هذه الاستثمارات تمنع الحظر المباشر على جماعة الإخوان، لذا تتجه الحكومة البريطانية للحد من الأذرع والفروع وترك الأصل.
والدليل على ذلك هو التقرير الذي كلفت لندن سفيرها في السعودية السير جينكينز بكتابته، حول ما إذا كان يجب تصنيف الجماعة كتنظيم إرهابي أم لا في 2015.
وجاءت النتيجة كالآتي:
1 منع نشر أجزاء كثيرة من التقرير
2 وصف الجماعة بأنها ليست إرهابية ولكن لها روابط بجماعات إرهابية
3 التأكيد على أن الجماعة كانت بمثابة معبر يتحول فيه الأفراد المتطرفين منها إلى داعش والقاعدة على غرار بن لادن.
وحتى في مسألة الأذرع لا يمكن لبريطانيا حظر الجماعة الإرهابية وفروعها ففي تقرير من "التليجراف" عن مدى توغل المنظمات الفرعية للإخوان في صورة منظمات خيرية يكفي النظر لشارع هانجر لين وشارع كراون هاوس المتجاورين في غرب لندن وهناك ستجد مكاتب 25 منظمة تابعة للإخوان أو على صلة بها منها "النداء الإنساني الدولي" و"الإغاثة الإسلامية البريطانية" و"مؤسسة قرطبة" و"اليد الإسلامية".
النقطة الأخطر توضحها تقارير من سنة 2015 في صحيفة "الإندبندنت" والتي توضح أن النفوذ الإخواني في بريطانيا يحاول الاستيلاء على منصب "الوكيل الوحيد" للمسلمين في بريطانيا وهو ما ظهر في خطط مثل "حصان طروادة" وهو الاسم الذي تم إطلاقه على مخطط إخواني ببريطانيا للاستيلاء على المجالس الخاصة بالمدارس الابتدائية في برمنجهام من أجل فرض الحجاب على التلميذات والمدرسات المسلمات وحتى تكوين أغلبية للتصويت من أجل الفصل بين الطلبة في المدارس وكان من أهداف الخطة طرد المدرسين المسلمين الذين لا يوافقون على الخطط الإخوانية، وهو ما كشفته "الإندبندنت" وBBC وتم وقتها عزل إدارة المدارس ومجالس أولياء الأمور في برمنجهام وإخضاعها للتفتيش.
اقرأ أيضًا
بعد حظر "لواء الثورة وحسم".. هل تتخلى بريطانيا عن "الإخوان"؟