بعد حظر "لواء الثورة وحسم".. هل تتخلى بريطانيا عن "الإخوان"؟
يبدو أن العلاقة بين الإخوان وبريطانيا أصبحت على صفيح ساخن، في الوقت الذي نعمت فيه بسنوات هدوء طويلة، بعد كانت بريطانيا الحاضنة القوية لجماعات الإسلام السياسي.
وتؤكد تلك الترجيحات القرار الآخير التي اتخذته بريطانيا بإدراج كل من حركتي "حسم" و"لواء الثورة" على قوائم الإرهاب، واللذان يشكلان الأذرع المسلحة لجماعة الإخوان، فهل تؤدي تلك الخطوة إلى انقلاب الحال على "الإخوان" تمهيدا إلى وضعها على قوائم الإرهاب؟
المتابع للسياسات البريطانية مؤخرا يؤكد هذا التصور، الذي ظهر في أكثر من هجوم من مسئول بريطانيا على جماعة الإخوان الإرهابية، والتي كان أشهرها مؤخرا التصريحات التي أدلى بها وزير الدولة البريطاني لشئون الشرق الأوسط اليستر بيرت، حيث اتهم مؤخرا جماعة الإخوان الإرهابية بإخفاء أجندتها المتطرفة في مصر، وهو ما آثار جدلا واسعا خلال زيارته الآخيرة إلى مصر، بعد إعلانه عن عزم بريطانيا فرض رقابة مشددة على سلوك التنظيم الذي صنفته القاهرة من قبل كتنظيم إرهابي.
وعكست تلك التصريحات البريطانية المناهضة للجماعة خوفا كبيرا لدى الجماعة، التي سرعان ما أصدرت ما يعرف بـ"وثيقة التعايش السلمي"، بعد الهجوم الإرهابي الذي وقع على مجلس العموم البريطاني، وأكدت عددا من التقارير العالمية أن إعلان الإخوان لتلك الوثيقة جاء كخطوة استباقية لمنع لندن من الإقدام على إدراجها على قوائم الإرهاب
مزاعم وثيقة التعايش السلمى
وقال مكتب "إخوان لندن" الذي يترأسه نائب المرشد العام للجماعة إبراهيم منير، إن الإخوان في بريطانيا أطلقوها في عام 2002، ويعيدون إطلاقها بعد العمل الإرهابي الذي شهدته لندن خلال الأيام الماضية، وزعم "منير" أن الوثيقة تهدف إلى التعايش السلمي في إطار مجتمع تعددي.
واستمرارا لسياسات التصعيد من جانب بريطانيا تجاه الإخوان، رفضت لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان البريطاني، في سبتمبر الماضي، بالتواصل مع قيادات جماعة الإخوان الإرهابية في مصر، حيث بررت الحكومة البريطانية موقفها بالارتباط المشبوه بين الجماعة الإرهابية وعمليات العنف التي ترتكب في العديد من مناطق العالم.
تقرير "جينكيز"
سبقه تقرير سابق عرف بتقرير "جنكيز"، والذي أصدرته لجنة الشئون الخارجية، والذي أعيد فتح ملفه في عام 2015، حيث انتهى التقرير بنتائج سلبية إلى حد كبير، ولكنه لم يصل في النهاية إلى اعتبارها جماعة إرهابية، ولكنه حمل اتجاها مناهضا للجماعة الإرهابية، حيث اتهمها بالعمل السري، بما في ذلك العضوية وجمع الأموال والبرامج التثقيفية.
في السياق ذاته حذر طارق البشبيشى، أحد المنشقين عن جماعة الإخوان، من الخداع الذي تمارسه بريطانيا بإعلان تصنيفها حركتي "حسم" و"لواء الثورة" على قوائم الإرهاب، مؤكدا - في تصريحات خاصة لـ"دوت مصر" - أنه مجرد التفاف على تصنيف الجماعة الإرهابية على قوائم الإرهاب، مضيفا أنه لأنه لو أردات حقا مواجهة الإرهاب، لأدرجت الجماعة الأم التي مثلت الحاضنة القوية لتلك الأذرع المسلحة.
وأكد "البشبيشي" أن الحركتين ليس لهم أي تأثير خارجي، وأن قوات الأمن واجهتهم وقضت عليهم أمنيا في الداخل، وهو ما يعني أن تصنيفهما على قوائم الإرهاب دون الجماعة لا معنى له.
وحول تزامن توقيت إدراج حركتي "لواء الثورة وحسم" على قوائم الإرهاب في هذا التوقيت، قال" البشبيشى" إنه يمكن الربط بين توقيت هذا القرار والحرب العالمية على الإرهاب، والذي تحاول خلاله بريطانيا تصدر المشهد كدولة مناهضة للإرهاب، ولكنها رعاية منقوصة إذا لم تقترن بالإدراج الكامل للجماعة.
اقرأ أيضًا ..
بعد هجوم بريطانيا على الإخوان.. هل تخلت لندن عن قطر؟
نيابة أمن الدولة تحقق مع 12 متهما بتهمة الانضمام لـ"حسم الإرهابية"