التوقيت السبت، 23 نوفمبر 2024
التوقيت 03:26 م , بتوقيت القاهرة

فيديو.. باحث عن لقمة عيش.. "قاتل جنود الاحتلال" يروى بطولته في عربة المترو

ما أكثر الصدف في حياتنا، وما أكثر القصص التي تملأ قلوب وعقول البشر، ربما تختبئ خلف ملامح متجهمة بسبب إرهاق البحث عن لقمة العيش، إلا أنها بحر سرعان ما يغمرنا بمجرد كلمة، لنكتشف أن وراء هذا الإنسان الذي يرافقنا في رحلة ذهابنا إلى العمل بالمترو قصة بطولة عظيمة طوتها الأيام الصعبة، ولكنها تستحق أن تدون للذكرى، وخاصة عندما يكون صاحبها أحد أبطال حرب أكتوبر.


بوجهه البشوش وروح الدعابة التي تسيطر عليه، يحاصرنا الرائد على محمد سليم، الرجل السبعيني، الذي ينثر مشاعر الكرامة والعزة والتفاؤل في كل من حوله، أدهشنا جميعًا عندما بدأ يتحدث، فوجدنا أنه لا مفر من التوقف قليلًا والنزول من عربة المترو، لترتب الأقدار حوارًا لم نخطط له مع أحد أبطال معركة العزة والنصر والكرامة "حرب أكتوبر"، الذين صنعوا التاريخ بدمائهم، وكتبوا شهادة تحرير سيناء، وهزيمة إسرائيل الأولى والأكبر، في السادس من أكتوبر 1973.


"واحد من الناس"..


- أنا النقيب مقاتل علي محمد سليم، من الناس اللي صعنت المجد، اللي شاركت في حرب الفخر والكرامة وأذاقت الذل للعدو الصهيوني في حرب أكتوبر.. على رصيف رخامي بأحد محطات المترو، يروي البطل لحظات العزة والفخر في حرب أكتوبر، قائًلا "يوم النصر دا محدش يقدر ينساه دا يوم الفخر لكل العرب، يااااااااه أسعد أيام حياتي وحياة كل اللي شاركوا في الحرب، كنت في سلاح المهندسين، كنا ننصب الكباري عشان تعدي آلاف الدباباب للناحية التي يتواجد بها العدو الصهيوني، كنا عشرات من سلاح المهندسين اجتهدنا عشان نهدم الساتر الترابي الشرقي لقناة السويس، وفي الوقت نفسه هدم الساتر الغربي الذي أقامته قواتنا المسلحة.. أي فتح ثغرات في الساترين لإرساء الكباري".


و"ما أعظم الجهد الذي بذله كل فرد في سلاح المهندسين"، مستكملًا حديثه، "ابتكرنا أنواع من الكباري بأيدينا وفي ساعة الحرب عدت الدبابات والقوارب والجنود استخدمت خراطيم عشان الساتر الترابي وعبرنا بفضل الله وحدة ورفعنا العلم".


398150c2-aea0-45d6-82ed-e8e679ef1b2a


وعن عبقرية الجيش المصري الذي هزمت الصهاينة، قال "في الحرب واجهنا خط بارليف الذي اعتقد الإسرائيليون أن جيشنا لن يستطع عبوره"، مؤكدًا أن "عبقرية الجيش المصري قدرت تهزم العدو والساتر الحديدي، بعد ما الاحتلال قال إحنا عملنا حدود للأبد ومستحيل الجيش المصري يهدمه، بس الحمد لله قدرنا ندمره بأقل جهد، ودا يدل على عقلية الجيش بتاعنا وجيش العدو".


ووصف المؤرخون حرب أكتوبر بأنها الحرب الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية، إذ قلبت موازين القوى وأبهرت العالم بعد أن أجمع خبراء عسكريون على استحالة تنفيذ فكرة العبور، ولكن عبقرية التخطيط وعنصر المفاجأة وعزائم المصريين حققت المستحيل.


وبضحكات لا تفارقه، يكمل حديثه لـ"دوت مصر" عن يوم النصر التاريخي، "شعور جميل بمعنى الكلمة، وبعد رفع العلم كانت هتافات "الله أكبر الله أكبر" تزلزل سيناء يوم رجوع الكرامة لينا، والأهم حرقنا العلم الإسرائيلي".


ولأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، يتابع حديثه عن معركة تحرير الأرض وإزالة آثار العدوان "في الحرب أنا وباقي الأفراد، وكنت حين ذاك قائدًا لفصيلتين، عدينا القناة، وكانت فيه الناحية الأخرى دشم لجنود الاحتلال 50 متر في 50 متر كانوا بيناموا فيها، وكانت مجهزة بمولدات كهرباء وخلافه، وكانت مجندات الجيش الإسرائيلي مع الرجال كله مع بعضه عايشين، لما نزلنا الدشم دي فتحتنا الآلي عليهم كلهم، قتلنا اللي قتلناه وأسرنا العديد منهم".


وأكمل: "وجولدا مائير يومها اتصلت برئيس أمريكا وكانت مستغربة قالت له الجيش المصري عبر قناة السويس، وسألها الرئيس الأمريكي ده الجيش كان بيلعب على الضفة وبيستحموا، قالتله ده اللي حصل، واتصل بالرئيس السادات وقال له لازم الجيش يرجع من سيناء، بس السادات قال له إحنا عدينا سيناء ومش هنرجع لو استشهدنا كلنا".


0acaabc7-1d11-497b-af6b-a17bff747e55


وفي أثناء حديثه، مدح الرقيب عبدالعاطي شرف "صائد الدبابات" في حرب أكتوبر 1973، ووجهت له "دوت مصر" سؤالًا عن قصته، فأجاب "وسط التهليل والتكبير بعد ما عدينا القناة وصل عبد العاطي ورجاله إلى الضفة الشرقية وسرعان ما تم تأكيد مهمة كل فرد منهم، وفي نفس اليوم شاهدت فصيلة عبد العاطي، الفصيلة الثانية تحتل موقع على مسافة كيلو متر ونصف، فقامت فصيلة عبد العاطى بتدمير 3 دبابات للعدو تباعًا".


ويتابع "في اليوم التاني دمر عبد العاطي بعدما أطلق أول صاروخ في اتجاه الدبابة، دمر 8 دبابات وزملاؤه دمروا الباقي 5 دبابات، ودامت المعركة حتى استطاع تدمير العديد من دبابات العدو ومنحه السادات رتبة نقيب بعد كفاءته في الحرب".


واختتم البطل حديثه موجهًا رسالة إلى الجماعات الإرهابية قائًلا: "إحنا أقوياء وهنهزم الجماعات الإرهابية حتى لو استشهد المئات هننتصر على أي دولة تحاول دخول مصر إحنا هنقاوم أي دولة في العالم وعرفوا قوة الجيش المصري وسيناء دي محدش يقدر سيبها الشعب والجيش عنده استعداد ان يحارب أي عدو والشعب عنده استعداد يسيب الوظائف ويحارب مع الجيش المصري".



وفي نهاية الحوار قال النقيب على، إن حرب أكتوبر المجيد ستبقى ملحمة عظيمة في تاريخ الشعب المصري والعربي أيضًا، بعدما صنعوا النصر بدمائهم، وكتبوا شهادة تحرير سيناء، وهزيمة إسرائيل الأولى والأكبر، في السادس من أكتوبر 1973، وسيقى رمزًا خالدًا تفتخر به الأجيال وتتباهى به جيلًا بعد جيل.