التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 08:36 م , بتوقيت القاهرة

بعد دفاع أردوغان عن "فخري باشا".. "سفر برلك" شاهدة على جرائم الأتراك

كشفت خطوة وزير خارجية الإمارات، الشيخ عبد الله بن زايد، بإعادة نشر تغريدة تشير إلى انتهاكات تاريخية ارتكبتها الدولة العثمانية في المدينة المنورة، والتي أثارت جدلًا واسعًا، عن جانب مظلم مسكوت عنه في تاريخ العثمانيين، لا سيما تجاه الأقطار العربية مطلع القرن العشرين.


التغريدة التي أعاد نشرها عبد الله بن زايد


وسرعان ما رد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان على إعادة نشر تلك التغريدة، مهاجمًا قادة الدول العربية، واصفًا إياهم بالجهل والخيانة، مدعيًا أن بعض قادة العرب يتخذون من عداوة تركيا وسيلة للتستر على ما أسماه خيانتهم، على حد وصفه.


لكن على ما يبدو أن كتب التاريخ كانت حاضرة بالمرصاد لما حاول "أردوغان" إخفاءه والدفاع عنه، سعيًا لإبراز البروباجندا السياسية الخاصة به، وذكر متخصصون في الدراسات التاريخية قبل سنوات قليلة، تفاصيل مروعة عما ارتكبه الحاكم التركي "فخري باشا"، بواقعة "سفر برلك" بالمدينة المنورة، في عام 1915.


سفر برلك


يرتبط اسم الحاكم العثماني "فخري باشا"، في ذاكرة أبناء المدينة المنورة بمصطلح "سفر برلك"، وتعني باللغة التركية "الترحيل الجماعي"، وتشير عدة مراجع تاريخية إلى لجوء والي الأتراك على المدينة المنورة آنذاك، إلى استخدام جميع الأساليب لإخراج أهل المدينة المنورة من بيوتهم ونفيهم خارجها، في حين لم يرحم جنوده أحدًا سواء كان رجلًا أو امرأة أو طفلًا أو شيخًا مسنًا.


 


تهجير أهل المدينة المنورة، أرشيفية


 


وفي السياق ذاته، كشف الإعلامي السعودي محمد الساعد، في نهاية أكتوبر عام 2013، تفاصيل مروعة عن تلك الواقعة بعد مرور قرابة الـ 100 عام عليها، لافتًا أنه في العام 1915، ترجل عدد كبير من الجنود الأتراك إلي المدينة المنورة، بعد رحلة طويلة مضنية قادمين من أسطنبول، كانوا مدججين بالسلاح والفظاظة والأوامر الصارمة.


جانب من عمليات التهجير والنفي العثمانية


 


وأضاف "الساعد" في مقال له تحت عنوان "مائة عام من جريمة "سفر برلك"، عبر موقع "العربية": "كان اليوم شتاءً قاسيًا على المدينة وأهلها الآمنون.. الجنود بطرابيشهم الحمراء والبنادق المتدلية من أيديهم تقدموا نحو أزقة المدينة و"أحواشها" الشهيرة، كانت الأوامر الصادرة لهم من "فخري باشا" قائدهم العسكري، هي القيام بعملية تهجير قسرية وقاسية ومروعة، في محاولة لاستباق الأحداث المتسارعة في إقليم الحجاز، وربما بقية الأقاليم العربية التي ظلت تحت الاحتلال التركي لقرون".


وأشار إلى أن "فخري باشا" قام حينها بعدة خطوات ديكتاتورية، كان من أهمها مد خط السكة الحديد الذي كان يتوقف عند باب العنبرية إلى داخل أحشاء المدينة، بل إلى قرب باب السلام تحديدًا، هادمًا في طريقه شارع العينية والأسواق والأسوار والبيوت على من فيها، وكان الهدف من ذلك تحويل الحرم النبوي إلى قلعة عسكرية ومخزن للسلاح، دون مراعاة لحرمة "الحرم النبوي" الشريف، إضافة إلى ترحيل كل الكنوز النبوية التي لا تقدر بثمن إلى تركيا.


جانب من التهجير العثماني


وتمثلت شناعة تلك الجريمة النكراء حسب الروايات المتواترة في المدينة المنورة، باقتحام جنود فخري باشا للبيوت الآمنة وكسر أبوابها عنوة وتفريق الأسر وخطف الأطفال والنساء من الطرقات دون رحمة، ومن ثم جرهم معًا أو متفرقين إلى عربات قطار الحجاز ليتم إلقاؤهم عشوائيًا بعد رحلة طويلة من العذابات في تركيا والأردن وسوريا.


ولم تنته تلك الجريمة الكبرى التي ارتكبتها الدولة العثمانية على يد القائد فخري في حق واحدة من أطهر بقاع الأرض، سوى في عام 1919، عندما أقدم رفاق " فخري باشا"، على قتل قائدهم المستبد إثر خلافات اندلعت بينهم.


اقرأ أيضًا


خاص.. قصة «الريتويت» الذي انتفض لمواجهته "أردوغان" وحلفاءه


سيف بن زايد ردًا على تصريحات أردوغان: "لا أحد يستطيع تغيير التاريخ"


التغريدة التي هزت عرش تركيا.. هكذا رد الإماراتيون على الثرثار أردوغان