التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 02:56 م , بتوقيت القاهرة

"الحلال بين والحرام بين".. حكم الأزهر والقانون في "الخلع"

"الخلع".. قضية شائكة تثير الرأي العام، ويلجأ إليها السيدات عندما يتعثرون في إيجاد حلول ودية مع شريك الحياة التي انتهت معه جميع المجالس العرفية والاجتماعات العائلية، كلمة طُرحت مؤخرًا في مجتمعنا المصري لم يشب عليها آباؤنا وأجدادنا، ولكنها هي الحل الذي لا نجد سواه للتخلص من حياة أصبحت جحيم بكل المقاييس، فلم تلجأ زوجة إلى القضاء على أسرتها وتشريد أطفالها واضطراب حالتهم النفسية إلا بعد العديد من المحاولات الهادئة لوصول إلى نتيجة مُرضية مع الزوج.


ولكن تقف فكرة "الحلال والحرام" حائط صد أمام تحركها في قضية الخلع، ولذلك ترصد "دوت مصر" آراء الأزهر والقانون في الأمر.


حكم الرسول 


قالت المحامية رباب عبده، نائب رئيس الجمعية المصرية لمساعدة الأحداث وحقوق الإنسان، ومسؤول ملف المرأة بها، إن قانون الخلع قائم على أساس شرعي وديني بالمقام الأول طبقًا لحديث الرسول "أَنَّ ‏ ‏امْرَأَةَ ‏ ‏ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ ‏ ‏أَتَتْ النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ‏ ‏مَا أَعْتِبُ عَلَيْهِ فِي خُلُقٍ وَلَا دِينٍ وَلَكِنِّي أَكْرَهُ الْكُفْرَ فِي الْإِسْلَامِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏: ‏أَتَرُدِّينَ عَلَيْهِ حَدِيقَتَهُ؟ قَالَتْ: نَعَمْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏: ‏اقْبَلْ الْحَدِيقَةَ وَطَلِّقْهَا تَطْلِيقَةً".


الناشطة رباب عبده


الملجأ الوحيد 


وأوضحت "عبده"، لـ"دوت مصر"، أن قانون الخلع وُجد لحل العديد من المشاكل الموجودة بالمحاكم، نظرًا لطول الوقت بها في حالات الطلاق للضر، التي تستغرق أكثر من 3 سنوات، بالإضافة لصعوبة إثبات حالة الضرر الناتج للزوجة أمام المحاكم، خاصة في حالات العجز الجنسي والصرع وحالات العنف الذي يقع من الزوج علي الزوجة، خاصة وأنه لا يوجد نص قانوني  موحد حتي الآن ينص علي معاقبة الزوج في حالة العنف ضد زوجته، وبالتالي يصبح الخلع الملجأ الوحيد للزوجة.


زوجة في محكمة الأسرة


مكاتب التسوية


وأشارت "عبده"، إلى عقد مكاتب التسوية جلسات ما بين الزوجين؛ بحثاً عن مساعي للصلح فيما بينهم بطرق ودية قبل رفع دعوى الخلع.


زوجة تطلب الخلع أمام محكمة الأسرة - صورة تعبيرية


القرآن والسنة


أكد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، لـ"دوت مصر"، أن الشأن الإسلامي لا يتحدث فيه إلا الأزهر الشريف، مشيراً إلي أن الخلع مشروع وثابت بالقرآن والسنة والإجماع، وذلك بقول الله تعالي: ( فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ)، إذ أجمع العلماء في تفسير هذه الآية على أن الطلاق بعوض هو الخلع.


 الدكتور أحمد كريمة


أمر الله بسترها


وأوضح "كريمة"، أن آليات الخلع تتمثل في ألا تُسأل المرأة المختلعة عن سبب رغبتها في الخلع؛ لأنها أسرار أمر الله بسترها، بالإضافة لضرورة إسناد الأمر للزوج، لكن إذا تعسف، سيطلق القاضي في هذه الحالة للضرر.


كما طالب أستاذ الفقه المقارن، أن يتماشى تقنين الخلع مع الأحكام الشرعية الإسلامية.


خطواتك وإجراءاتك 


أكد محمود البدوي، رئيس الجمعية المصرية لمساعدة الأحداث وحقوق الإنسان، موائمة قانون الخلع بموجب القانون رقم  1 لسنة 2000 للشريعة الإسلامية، موضحًا أن المستندات المقدمة في دعوى الخلع تتمثل في وثيقة الزواج، وإنذار عرض مقدم الصداق، وشهادات ميلاد الأطفال في حالة وجود أبناء لهم.


محمود البدوي ،  رئيس الجمعية المصرية لمساعدة الأحداث وحقوق الإنسان


وأوضح "البدوي"، لـ"دوت مصر"، إجراءات دعوى الخلع، مشيرًا إلى أن القاضي مُيسر للإجراءات، إذ تتم الإجراءات الشكلية في بداية الأمر، بحضور المدعى عليها بوكيل عامها، ويتم تقديم صحيفة الدعوى، ثم تؤجل الدعوى لإعادة الإعلان بعرض الصلح، كما تُقدم في الجلسة الثانية صحيفة إعادة الإعلان والإعلان بعرض الصلح، ويؤجل القاضي الجلسة؛ لحضور المدعى عليهم بشخصهم.


محكمة الأسرة - أرشيفية


وأشار "البدوي"، إلى أنه في حالة رفض الزوجة استمرار حياتها مع زوجها عند سؤال القاضي لها عن مدى رغبتها في ذلك، يتم التأجيل للإعلان بتسمية محكمين، إذ يطلب القاضي محكمين من الطرفين، لكن غالبًا ما تقوم المحكمة بتفويض الأزهر للتحكيم، ثم يُعرض تقرير التحكيم على القاضي، حيث تصدر المحكمة الحكم الخاص بها.


إقرار خلع - محكمة الأسرة


وأضاف "البدوي"، أنه يتم استلام صيغة تنفيذية للحكم بعد صدوره، ثم أخذ إخطار قلم الكتاب من المحكمة، وتسليمهم لمصلحة الأحوال الشخصية؛ وذلك لتغيير الصفة العائلية للمرأة.


الخلع


 


اقرأ أيضًا


"ريحة الرجلين والمناخير الكبيرة".. أغرب حالات الخلع في 2017


محامي بالنقض : كل حالات الخلع في مصر "باطلة شرعًا"