التوقيت السبت، 23 نوفمبر 2024
التوقيت 04:33 ص , بتوقيت القاهرة

"سلخ قبل ما يدبح".. ترامب يعترف بالقدس عاصمة إسرائيل ثم يُعد خطة للسلام

عبر مشهد للفنان محمد سعد، في فيلمه الشهير"بوحة"، عن ما اتخذه دونالد ترامب الرئيس الأمريكي، تجاه القدس، ففى إحدى مشاهد الفيلم الذي جسد فيه"بوحه"شخصية الجزار في "المدبح"، توجه ليذبح خروفا لأحد الشخصيات في عيد الأضحي، وعقب خروجه بفراء الخروف للرجل، على اعتبار أنه انتهى من عملية الذبح، سمع صوت "مأمأة" الخروف، فقال كلمته الشهيرة "تصدق سلخت قبل ما أدبح".


هكذا تصرف دونالد ترامب الرئيس الأمريكى، حينما قرر نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والاعتراف بها كعاصمة لإسرائيل، الأربعاء الماضي، وبعد تلك الخطوة، تحدث عن أن هناك خطة سلام قيد الإعداد خاصة بالقضية الفلسطينية ووضع القدس، بحسب مسؤولين أمريكيين لـ"رويترز"، فبدلا من أن يضع خطة السلام أولا، سبقها بخطوة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، الأمر الذى لم يجرؤ عليه رئيس أمريكي سابق، رغم أن مشروع القانون الخاص بنقل السفارة الأمريكية للقدس منذ عام 1995.


ويقول مسؤولون أمريكيون إنه عندما أبلغ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بنيته الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل أكد له أن هناك خطة سلام قيد الإعداد من شأنها أن ترضي الفلسطينيين، وأن الاتصال الهاتفي الذي أجراه ترامب بعباس يوم الثلاثاء، أي قبل يوم من إعلانه المفاجئ بشأن القدس، استهدف إلقاء الضوء على جهود خلف الكواليس يبذلها مستشارو البيت الأبيض لوضع خطة سلام من المتوقع طرحها في النصف الأول من 2018 لكنها صارت محل شك الآن بسبب الغضب الذي يسود الشرق الأوسط حاليا جراء إعلان ترامب.


وخرجت مظاهرات ومسيرات في عدة مدن بفلسطين تنديدا بالقرار الأمريكي، تحت شعار "جمعة الغضب"، واستقبلت قوات الاحتلال الإسرائيلى تلك المظاهرات بالرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي، وراح ضحيتها قتيلين وقرابة 300 مصابا حتى الآن.


وقال المسؤولون الأمريكيون، إن فريق ترامب، بقيادة صهره ومستشاره جاريد كوشنر، سيضغط بوضع خطة تكون أساسا لاستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين أملا في أن تنتهي الضجة وألا يستمر أي توقف في الاتصالات الدبلوماسية مع الفلسطينيين طويلا، لكن وسط احتجاجات في الأراضي الفلسطينية، فهناك غموض بشأن ما إذا كان الفلسطينيون سيظلون مشاركين في جهود السلام أم لا.


وأوضح المسؤولون، أن خطة السلام التى يتم إعدادها، شاملة وستتجاوز الأطر التي وضعتها الإدارات الأمريكية السابقة، وسيكشف النقاب عنها قبل منتصف العام المقبل، وسوف تتناول كل القضايا الكبرى بما في ذلك القدس والحدود والأمن ومستقبل المستوطنات على الأراضي المحتلة ومصير اللاجئين الفلسطينيين، وستطالب كذلك السعودية وغيرها من دول الخليج العربية بتقديم دعم مالي كبير للفلسطينيين.


فيما شدد مسؤول فلسطيني، على أن محمود عباس أبو مازن، الرئيس الفلسطيني، رد على "ترامب" حينما أجرى اتصالا هاتفيا به بالقول: "إن أي عملية سلام لا بد وأن تتمخض عن أن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية المستقبلية".


اقرأ أيضًا..


وثيقة تكشف الخوف الأمريكي قبيل إعلان القدس عاصمة إسرائيل