خاص.. كاتب سعودي: قرار ترامب حول القدس تحدي للمجتمعات الإسلامية
أكد الكاتب والمحلل السياسي السعودي، حسن مشهور أن ما شهدته منطقة الشرق الأوسط، وتحديدًا منذ عام 2011 من تحولات، ساهم كثيرًا فيما نشهده من تغيرات وقرارات في الوقت الحالي، وإضعاف العديد من الدول الفاعلة في المشهد العربي.
وقال في تصريحات لـ"دوت خليج" أن "ممارسات بعض الدول في المشهد العربي، والتي اتسمت باللامسؤولية على الإطلاق وتلك الأدوار السلبية التي تلعبها التنظيمات الموالية لنظام طهران في داخل بعض الدول العربية، أدى لخلق حالة أقرب للتشرذم في العلاقات القائمة بين الحكومات العربية".
وأضاف "مشهور" أنه "لو أخذنا إلى جانب ذلك الدور السلبي الذي أنتجه الإرهاب في تشوه صورة المجتمعات العربية والإسلامية لدى الآخر، ما أدى لجنوح العديد من الأنظمة العربية لإتباع سياسة الصمت إزاء العديد من القضايا والمتغيرات الدولية حتى لا تتجه إليها الأنظار، ويتم إسقاط تهم التعاطف ودعم التيارات الراديكالية عليها، جرأ الغرب لإتخاذ خطوات كانت في الماضي تحسب لها ألف حساب قبل الشروع في تنفيذها"، مشيرًا إلى أن الغضب وتعالي الصراخ، لم يعُد يجدي أو يمثل للآخر تلك الأهمية، على حد تعبيره.
وقال: "من هنا نفهم تلك البواعث التي شجعت الرئيس ترامب لإتخاذ خطوة كبيرة وخطيرة بهذا الحجم في الوقت الذي كان يسعى فيه كل من سبقه إلى إرجاءها، أيضًا يأتي القرار ليصب باتجاه فرض سياسة الأمر الواقع على المجتمعات العربية ومن ثم دفعها لتقبل سياسة الأمر الآخر، ما سيجرها مستقبلًا للرضوح وتقديم المزيد من التنازلات المهمة والخطيرة".
ويرى الكاتب السعودي بحسب تصريحاته أن ذلك القرار سيشكل نوعًا من التحدي للعديد للمجتمعات الإسلامية، ما يمكنه أن يزيد من حالة الحنق ضد الحكومات الغربية، وربما يؤدي أيضًا بالمزيد من الشباب صغار السن للوقوع فريسة لتلك التنظيمات الإرهابية التي ستعمل جاهدة لشحنهم أيديولوجيًا، ومن ثم توجيههم كقنابل موقوته بإتجاه المجتمعات المختلفة.
وتابع بأن "قرار ترامب جدّ خطير، وقد ينذر بمزيد من العواقب الجسيمة على المدى البعيد، والمجتمعات العربية مطالبة مرحليًا بتنحية خلافاتها وقتيًا، والسعي الحثيث لتشكيل رؤية عربية موحدة وقرار عربي مشترك يتسم بالحسم والحزم إزاء قرار ترامب، الذي يخلو من الحكمة والرؤية المتسمة بالعدالة في التعاطي مع مسألة القدس، التي تعد أولوية للمجتمعات العربية والإسلامية".
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء، الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي ونقل سفارة بلاده إلى هناك، في خطوة اعتبرها "متأخرة جدا" من أجل دفع عملية السلام في الشرق الأوسط، موقعا عقب كلمة ألقاها بالمناسبة، مرسوم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
اقرأ أيضًا :
داعية إسلامي: ما يحدث في القدس أمر طبيعي ولا يمكن حله الآن
بعد قرار ترامب بشأن القدس.. الديوان الملكي السعودي يصدر بيانًا جديدًا
وثائق.. "أردوغان" يبيع القدس إلى إسرائيل