بعد مقتل عبدالله صالح.. هل تخطط قطر لإعادة الإخوان إلى المشهد اليمني؟
يبدو أن مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح على يد الميليشيات الحوثية قد فتح الباب أمام قطر والموالين لها لمحاولة إعادة تشكيل المشهد اليمني من جديد، ليضعوا جماعة الإخوان الإرهابية كجزء رئيسي من السلطة في المستقبل، من خلال دعوات تبدو معسولة، ولكنها تحمل بين طياتها السم.
الرسائل التي بعثت بها قطر والموالين لها بدت واضحة، وإن كان بعضها لا يحمل اسم جماعة الإخوان أو حزبها في اليمن، والمعروف باسم حزب الإصلاح، بينما كان الرسائل الأخرى بمثابة دعوة صريحة لإعادة إدماج جماعة الإخوان في المشهد السياسي في اليمن.
ويرصد "دوت خليج" أهم الدعوات التي تبناها أنصار تنظيم "الحمدين" في قطر منذ مقتل علي عبد الله صالح أمس الإثنين، والتي كانت كلها تصب في خانة إعادة الإخوان إلى قلب المشهد السياسي في اليمن، كما يلي:
مصالحة شاملة
الناشطة اليمنية توكل كرمان جاءت كأول من دعى إلى ما يسمى بالمصالحة الشاملة، وذلك بعد ساعات قليلة من مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، إذ أنها دعت، على حسابها بموقع "تويتر" إلى التصالح مع كل الفصائل الوطنية، ومن بينها الميليشيات الحوثية، ما يعني تجاوز تلك الانتهاكات التي ارتكبتها تلك المليشيات، مطالبة الحوثيين بتسليم السلاح.
ادعو الجميع إلى حوار ومصالحة وطنية تفضي الى دولة جميع اليمنيين، صاحبة الحق الحصري في امتلاك السلاح ومزاولة السيطرة والسيادة على كامل التراب الوطني؛
— Tawakkol Karman (@TawakkolKarman) December 4, 2017
هذه الدولة توافقنا عليها في مخرجات الحوار الوطني وفي مسودة الدستور التي صيغت بعد ذلك.
دعوة كرمان لا تهدف إلى المصالحة بقدر ما تهدف إلى تحقيق هدف آخر، وهو دعم المصالح الإخوانية الحوثية، في ضوء توقعات من قبل قطاع كبير من المحللين بأن الحوثيين ربما يتجهون للتحالف مع الإخوان في المرحلة المقبلة لتعويض خسارتهم للتحالف مع الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.
جبهة وطنية
أما اقتراح الجبهة الوطنية، فقد قدمه فيصل بن جاسم آل ثاني، وهو أحد أفراد العائلة الحاكمة في قطر، حيث دعا، على حسابه بموقع "تويتر"، إلى تأسيس ما أسماه بالجبهة الوطنية لتشمل الإخوان والقبائل، وكل تيارات اليمن.
إن كان لدى صاحب القرار السعودي
— فيصل بن جاسم ال ثاني (@althani_faisal) December 4, 2017
ذَر من عقل فليس له لانتزاع اليمن
من يد الذراع الإيرانية إلا انشاء
جبهة وطنية تشمل الاخوان والقبائل
وكل قوى وتيارات اليمن
بقيادة علي محسن ودعمها جديا
وكف عبث ابوظبي ضد الاخوان
يا قوم امريكا بصراعها الوجودي
ضد السوفيت حالفت "الجهاديين"
بس وين من يفهم؟ pic.twitter.com/5HW9MEK4mr
رؤية فيصل بن جاسم لم تخلو من الإساءة لدولة الإمارات والمملكة العربية السعودية، إذ قال "إن كان لدى صاحب القرار السعودي ذَر من عقل.. فليس له لانتزاع اليمن من يد الذراع الإيرانية إلا إنشاء جبهة وطنية تشمل الاخوان والقبائل وكل قوى وتيارات اليمن بقيادة علي محسن ودعمها جديا.. وكف عبث ابوظبي ضد الإخوان.. يا قوم أمريكا بصراعها الوجودي ضد السوفييت حالفت "الجهاديين" بس وين من يفهم؟".
إحياء الربيع
في حين اتجه الكاتب والإعلامي السعودي جمال خاشقجي، والموالي لتنظيم الحمدين في قطر، إلى إحياء مفهوم الربيع العربي، من جديد، مؤكدا أن مقتل صالح يأتي لمعاندة دول الخليج للربيع العربي وإرادة الشعوب، والتي سبق وأن أعرب خاشقجي وغيره من الاعلاميين المواليين لقطر أنها تتجه نحو الإخوان.
مقتل صالح، الفوضى العارمة، تهديد المنطقة، الحوثي، التدخل الإيراني، كل هذا الهراء بسبب معاندتنا للتاريخ، معاندتنا للربيع، رفضنا حق الشعوب في حريتها، هل هناك من سيقول ويحي لقد اخطأت ! ليتنا ايدنا ثورة 2011!
— جمال خاشقجي (@JKhashoggi) December 4, 2017
وقال خاشقجي في تغريدة أخرى "اما وقد تأكدت ان الطريق الذي اخترته لن يقودك الى مبتغاك، توقف . وابحث عن مسار جديد أفضل.
اما وقد تأكدت ان الطريق الذي اخترته لن يقودك الى مبتغاك، توقف . وابحث عن مسار جديد أفضل .
— جمال خاشقجي (@JKhashoggi) December 4, 2017
اقرأ أيضًا..