رغم الصداقة القديمة.. لماذا يهين ترامب بريطانيا؟
وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إهانة جديدة لبريطانيا بهجومه على رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي على "تويتر" في حلقة جديدة من سلسلة الإهانات وخيبات الأمل التي عانتها لندن من رئيس يفترض أنه أقرب حليف لها.
وكان الرئيس الأمريكي قال في تغريدة "تيريزا ماي .. لا تركزي علي بل ركزي على إرهاب التطرف المدمر الذي يحدث في المملكة المتحدة .. نحن بخير هنا". الأمر الذي يثير التساؤل حول طريقة تعامله مع الدولة التي يفترض أنها حليفه المقرب.
بريطانيا العزيزة
بحسب التقارير الإعلامية قبل وبعد انتخاب الرئيس الأمريكي كان ترامب يصف بريطانيا دائما بأنها الدولة العزيزة على قلبه وأن لها مكانة خاصة لديه.
بل إنه بحسب وكالة رويترز قال صراحة إنه لن يتخلى عن الحكومة البريطانية في مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي وسوف يستمر في التعاون التجاري مع لندن، وخلال زيارة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي للبيت الأبيض قال الرئيس الأمريكي إنه يجهز صفقة تبادل تجاري ضخمة لبريطانيا تعوضها عن الخسائر الأوروبية.
ولكن حتى الآن لم يتم الكشف عن هذه الصفقة الضخمة في حين أن صحيفة الجارديان تؤكد موافقة الحكومة البريطانية على شروط أوروبا للبريكست.
سلسلة من الإهانات
كان يفترض بالرئيس الأمريكي في بداية رئاسته أن يحدد أول دولة يقوم بزيارتها وعادة تكون من دول الناتو وفي مقدمتها بريطانيا وكندا وكان وعد قبلها إنه سيزور بريطانيا ولكن ما حدث بحسب صحيفة الإندبندنت هو أن ترامب ظل يقدم الوعود بالزيارة ثم ذهب في زيارة للسعودية كأول دولة يزورها متخليا عن بريطانيا.
وكان هناك حديث عن زيارة موعدها في يونيو أو يوليو 2017 ولكن بحسب التليجراف تم تأجيلها أو بالأحرى ظل الحديث عنها مجرد حديث بلا تخطيط جاد.
واعتبرت الإندبندنت أن ترامب وجه إهانات عديدة لبريطانيا لدرجة لا يمكن التسامح معها أو الترحيب بزيارته إن حدثت حيث تقول الصحيفة إن تعليقات الرئيس الأمريكي على الهجمات الإرهابية في لندن ومانشستر افتقرت للحساسية فبدلا من تعزية أسر الضحايا كان يوجه الانتقادات للحكومة البريطانية وسياستها في مكافحة الإرهاب ويتهمها بقلة الكفاءة.
لماذا الإهانات الأمريكية لبريطانيا؟
بحسب الكاتب البريطاني أليكس برومر في صحيفة "ديلي ميل" فإنه عندما قال ترامب إنه سيضع أمريكا أولا، لم يكن أحد يعتقد أنه سيوجه نيرانه يوما لأقرب الحلفاء حيث كانت البداية مع طريقة تعامله مع الصادرات البريطانية والكندية في اتفاق التجارة الحرة، فهو قال إنه سيفضل المنتج الأمريكي وهذا يعني إنه لا يريد بضائع أجنبية، وكان الاعتقاد وقتها إنه يقصد بضائع الصين والمكسيك ولكنه كان يقصد أيضا كندا وبريطانيا.
وذلك لأنه ورغم كل حديث الرئيس الأمريكي عن التجارة الحرة إلا أن لديه نزعة "حمائية" تجعله يرفض البضائع المستوردة باعتبارها تهديد للاقتصاد الأمريكي، ولذا وبنفس المنطق يمكن فهم سياسة ترامب في انتقاد بريطانيا سياسيا أيضا ولماذا يجعل لندن في مؤخرة أولوياته.
اقرأ أيضا..
ترامب لتريزا ماي: "متركزيش معايا"
"تصرف غامض".. ترامب يعيد نشر تغريدات جماعة معادية للمسلمين