"هجمات الأسيد".. حكايات تنتظر تجريم القانون المصري
كتبت - آيه فرج
"هجمات الأسيد حكاية..مانتهتش في مصر" تلك هي أحدث الحملات التي أطلقها مركز تدوين لدراسات النوع الاجتماعي، أمس، بالتزامن مع اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، والتي تستمر حتى يوم 10 ديسمبر، لإلقاء الضوء على جريمة تشويه أجساد النساء بالمواد الحارقة أو ما يعرف بالأسيد، وهي مادة حارقة تقوم بإذابة الجلد فور رشه على الجسد.
وتسمح هجمات الأسيد بهروب الجاني من فعلته، نظرًا لعدم وجود قانون يجرم استخدامه، وهو ما يسمح بانتشار عدد من الجرائم التي يقدم عليها الرجال لتشويه النساء، والتي لم تصدر حتى الآن إحصائيات رسمية داخل مصر بأعداد الضحايا اللاتي تعرضن إلى اعتداء بالأسيد، إلى جانب عدم صدور قانون مصري يجرمه، بل يتم عقوبة الجاني ضمن العقوبات التي يتم إدراجها ضمن جرائم الضرب، والتي تنظمها المواد من 240، 241 و242 من قانون العقوبات.
فى الوقت الذي تنتشر فيه ظاهرة الاعتداء بالأسيد في الهند، والتي تمثل الأعلى نسبة بين بلدان العالم في جرائم تشويه النساء بالحمض الحارق، حيث يؤكد النشطاء الحقوقيون في الهند على وصول نشبة الاعتداء على النساء بحمض الأسيد إلى 1000 حالة اعتداء سنويًا خلال عودتهن من المدارس، والتي تعاقبهن نتيجة رفضهن الزواج ببعض الذكور، فيكون العقاب هو تشويه وجوههن.
وتصدرت قضية الشابة الهندية ريشما كورشي، الصحف العالمية، والتي تعد من أشهر الفتيات اللاتي تعرضن للتشويه بالحارق، حيث أثارت جدلًا كبيرًا في السابق بعد قيامها بنشر فيديو لها على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي تضع في أقلّ من دقيقتين ونصف الدقيقة أحمر الشفاة بشكل مثالي، بعد تعرضها لحادث حين كانت برفقة شقيقتها وصديقتين لها في شمالي الهند والمجرم الرئيسي، كان زوج شقيقتها الذي قام بالاعتداء عليها بالأسبد الحارق، ما سبب لها تشويها كبيرا في وجهها ورقبتها.
وازداد عدد الضحايا فى الأعوام بين 2012 و2104، بنسبة 250%، على الرغم من قرار أصدرته المحكمة العليا في الهند عام 2013 بضبط البيع غير القانوني لهذه المواد.
وتنتشر ظاهرة الاعتداء على النساء بحمض الأسيد في عدد كبير من بلدان العالم، حيث ترصد في بنجلاديش وحدها ما يقرب من 3,512 حادثة لإلقاء حمض الأسيد على النساء بين عامي 1999 و2013، لتحتل النساء نسبة 80% من الضحايا.
وتتسبب هذه الهجمات في إصابة السيدات والفتيات بآلام وحروق شديدة، قد لا تنجو منها في بعض الأحيان، كما أنها تؤدي إلى حدوث تشوهات جسدية وأضرار نفسية طويلة المدى كـ(الاكتئاب، والتفكير في الانتحار، والعزلة الاجتماعية)، وفي حالات كثيرة قد تؤدي إلى الإصابة بإعاقات جسدية (كفقدان البصر، وعدم القدرة على السمع).
وتعاني الناجيات من هجمات الأسيد من مشكلات اجتماعية واقتصادية بالغة الصعوبة، حيث يعيشن موصومات اجتماعيًا، وتُقيد حركتهن في المجال العام، وتقل قدرتهن على الالتحاق بسوق العمل وتوفير دخل مناسب يكفل لهن حياة كريمة.
اقرأ أيضًا...
في يومها العالمي.. كريمة: الفكر السلفي مسؤول عن "زواج القاصرات"
في اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة.. كيف تتخلصين من إهانات زوجك؟
صور.. آلاف الفتيات يتظاهرن في إسبانيا باليوم العالمي لإنهاء العنف ضد النساء