التوقيت السبت، 02 نوفمبر 2024
التوقيت 06:19 م , بتوقيت القاهرة

عزاؤكم عزاؤنا يا شعب مصر

عمر الساعدي *


بقلوب ملؤها الحزن والأسى نعزي أنفسنا أولاً، ونعزي كذلك أسر شهداء مسجد الروضة ببئر العبد في محافظة شمال سيناء وشعب وقيادة مصر، في فاجعة هزت الوطن العربي والعالم، راح ضحيتها أكثر من 305 شهداء بينهم 27 طفلاً و 128 مصاباً، وهم سجّد ركّع في ضيافة بيت الله، في سابقة تعد الأولى من نوعها بتاريخ مصر .


يقول الله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعَوْا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون)) ‏ولكن خوارج إرهاب هذا الزمان حينما نودي لصلاة الجمعة استباحوا دم الأبرياء وقتلوهم وهم يؤدون فريضتهم بين يدي الله.


لنرجع بالذاكرة إلى الوراء ونستذكر المحرّضين على القتل وتفجير أرواح الأبرياء، ومن أجازوا العمليات الإرهابية مثل يوسف القرضاوي، الأب الروحي وأحد زعماء جماعة الإخوان الإرهابية، في فتوى له بالصوت والصورة يدعم فيها العمليات الانتحارية بقوله "ليس هناك مانع من أن يقوم أي فرد بتفجير نفسه بغرض استهداف تجمع تابع للنظام أو مؤسسات الدولة التى يعيش فيها، حتى لو نتج عنه ضحايا فى صفوف المدنيين شريطة أن يكون هذا العمل وفق ما تراه الجماعة"، خوراج خرجوا من رحم جماعة الإخوان يستهدفون ديننا ومساجدنا ويقتلون المصلين، قاتلهم الله ومن يدعهم ويموّلهم ويؤيدهم ومن يملك مثل فكرهم المتطرف.


إن خلف كل فكر متطرف منظمة تغذّي هذا الفكر لينبثق منها إرهابي، وخلف كل إرهابي جماعة تدعمه، ولا شك أن ما أقدمت عليه مؤخراً كل من السعودية و مصر و الإمارات و البحرين، بإدراجها للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين المحسوب على قطر الذي يرأسه الإرهابي يوسف القرضاوي، والمجلس الإسلامي العالمي "مساع" في قوائم الإرهاب المحظورة، يعد خطوة في المسار الصحيح لاجتثاث آفة الإرهاب، ونحن على ثقة تامة بأن حربنا على الإرهاب ومن يدعمه ويموّله مستمرة، وسوف ننتصر، لأن الحق هو من ينتصر دائما وليست جماعات القتل والإرهاب، فالاسلام بريء من مثل هذه المنظمات الإرهابية التي استخدمت الدين غطاءً لنشر سمومها وتمرير أجنداتها الإرهابية .


لقد تناولت قناة الجزيرة الإرهابية الذراع الإعلامية لقطر وأخواتها هجوم الروضة بطريقة مختلفة، ومن تابع التغطية يعلم علم اليقين بأن النظام القطري "نظام الحمدين" يمارس ألاعيبه القذرة كعادته تجاه مصر، ويحمِّل الأجهزة الأمنية المصرية المسؤولية عن الهجوم، ولا يزال مسلسل تبرير الإرهاب مستمراً، وهنا أتذكر مقولة قصيرة جداً لكن مهمة جداً لسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، مقولة مكونة من ثلاث كلمات فقط: "تبرير الإرهاب إرهاب".


حفظ الله مصر وشعبها من كل سوء ومكروه، ونصرهم الله على الإرهاب ومن يدعمه، ورحم الله الأبرياء ونحسبهم عند الله من الشهداء الأبرار.


* نقلًا عن (بوابة العين الإخبارية)