في يومها العالمي.. كريمة: الفكر السلفي مسؤول عن "زواج القاصرات"
كتبت - آية فرج
"ميرابال".. ضحية عملية الاغتيال الوحشي التي تعرض لها الأخوات الناشطات السياسيات في جمهورية الدومنيكان، بأوامر من ديكتاتور الدومنيكان رافاييل تروخيلو (1930 - 1961)، وذلك سبب احتفال العالم، باليوم العالمي للقضاء علي العنف ضد المرأة كما أطلق عليه، في 25 نوفمبر من كل عام.
اعتماد اليوم العالمي عالميًا
في 17 ديسمبر 1999 أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 25 نوفمبر كبداية للأيام العالمية للقضاء على العنف ضد المرأة الـ16، من خلال (القرار 54/134)، ودعت الأمم المتحدة الحكومات والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية، لتنظيم نشاطات ترفع من وعي الناس حول مدى حجم المشكلة.
مدة الاحتفال باليوم العالمي
يبدأ الاحتفال باليوم العالمي في كل عام في 25 نوفمبر، وعلى مدار 16 يومًا بمناهضة العنف ضد الإناث حول العالم.
الهدف من الاحتفال
تهدف الأمم المتحدة من خلال حملة الـ16 يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة، إلى رفع وعي المجتمعات من خلال الفعاليات المختلفة التي تساعد على توعية المجتمع بشأن خطورة العنف الممارس ضد الإناث، وحشد الناس في الأماكن العامة وتوعيتهم فيما يخص هذا الأمر كذلك، وأطلق بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة السابق، منذ 8 سنوات، دعوة تحت شعار "اتحدوا لإنهاء العنف" وتم تدشين ما يسمى باللون البرتقالي، رمزًا لمحاربة العنف ضد المرأة.
قوانين صارمة وواضحة
من الناحية القانونية قالت المحامية رباب عبده، الناشطة الحقوقية في مجال حقوق المرأة، إن المرأة أخذت حقوقها كاملة من الناحية المجتمعية والدستورية، ويبرهن على ذلك المادة 52،11 من الدستور المصري الذان يقرا بالمساواة بين الرجل والمرأة.
وأشارت" عبده" إلى جهود ووصايا الرئيس عبد الفتاح السيسي عن المرأة، التي أشاد بها في جميع المحافل والمؤتمرات العالمية، كان آخرها منتدى شباب العالم، مطالبة بضرورة تفعيل جهود وتوصيات الرئيس على أرض الواقع في صورة قوانين صارمة وواضحة.
10 ملايين مطلقة
وفي نفس السياق، أشارت "عبده"، إلى أبرز القوانين التي انتقصت من حقوق المرأة، منها قانون الأحوال الشخصية، قائلة: "إن هناك أكثر من عشرة ملايين مطلقة على أبواب المحاكم، تنتظر البت في قضاياها الخاصة بالنفقة والحضانة وغيرها، مما جعل بعض المطلقات يتراجعن عن رفع هذا القضايا لإيمانهم أن هذه الأحكام القضائية لن تعطيهم حقوقهم، ففي الغالب يتهرب الرجال من هذه الأحكام.
المرأة المعيلة
وشددت "عبده" في هذا الشأن على ضرورة الاهتمام بالمرأة المعيلة، وإعطائها حقوقها الاجتماعية والقانونية، مشيرة أنه لابد من توحيد العقوبة بين الرجل والمرأة في القضايا المتعلقة بالشرف "الزنا".
الحرمان من الميراث
وطالبت "عبده " بضرورة تفعيل جرائم الحرمان من الميراث، وخاصة في القرى، ووضع قوانين صارمة تحد من ذلك مع تغليظ العقوبة، معلنة عن مقترح يشمل هذا القانون ولكنه لم يفعل حتى الآن.
الزواج المبكر
وقالت الناشطة في مجال حقوق المرأة رباب عبده، إن المرأة منذ قدومها وهي معنفة بدءًا من مراسم الاحتفال بها بالمقارنة بالولد، وإخراجها للعمل واستغنائها عن التعليم في سبيل ذلك، مضيفة أنه لابد من إطلاق لقب "زواج الأطفال" على زواج القاصرات، وهو التوصيف الطبيعي له، مؤكدة أنه لابد من الاستغناء عن مفهوم العزوة الذي يلجأ إليه الرجل كنوع من تحقيق العزوة وإنجاب الولد.
وأكدت "عبده" علي ضرورة تصحيح الموروثات الثقافية والأقوال الدينية المغلوطة والعادات والتقاليد والأحاديث النبوية الضعيفة التي من شأنها إباحة الزواج المبكر، الأمر الذي ينتج عنه الانفجار السكاني وزيادة نسب الطلاق، وإباحة الختان أيضًا.
من الناحية الشرعية قال الدكتور أحمد محمود كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن الإسلام كرم المرأة "الأم" بوجوب البر إليها وفي أحق الناس بالصحبة، وكرمها كأخت في صلة الرحم الأولى والكبرى، وكرم البنت فهي الحجاب لمن أدبها فأحسن تأديبها، ومن علمها فأحسن تعليمها، ومن زوجها فهي ستر وحجاب له من النار، وأيضًا كرم الجدة والعمة والخالة فمن وصلهن فقد أفسح اللله له في أجله وبارك له في رزقه.
وأشار "كريمة" في تكريم الإسلام للمرأة في المعاملات المالية، فقد جعل لها ذمة مالية مستقلة وجعل لها حقوق إن لم تساوي الذكر فهي تزد عليه، منها الإرضاع والتعليم والنفقة والحضانة وحسن رعايتها في جميع مراحل حياتها.
تكريم المرأة في الإسلام
وضرب"كريمة" أروع الأمثلة في تكريم الإسلام للمرأة، منها ذكر القرآن للسيدة مريم وأم موسى وجميع زوجات النبي رضي الله عنهم أجمعين، وبالرجوع إلى السيرة النبوية في الحياة التطبيقية، كانت السيدة أم سلمة مستشارة للنبي صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية، وشاركت السيدة عائشة في الحروب مثل غزوة بدر وأحد، وفاطمة الزهراء ساندت الرسول منذ بدء الدعوة وحتى الهجرة، وهذا يبرهن على حرية المرأة في الإسلام ودعوتها إلى العمل.
وقال "كريمة": الفكر السلفي هو المسؤول عن تزويج القاصرات، وتعليم المرأة فقط وليس خروجها للعمل، فهذه المسألة تحتاج إلى قوانين وجهود جبارة.
اقرأ أيضًا...
صور.. مظاهرات في تشيلي عشية اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة