التوقيت السبت، 02 نوفمبر 2024
التوقيت 06:32 م , بتوقيت القاهرة

برقية تميم للرئيس السيسي.. محاولة للتراجع أم لغسل اليد؟

في الوقت الذي أرسل فيه أمير قطر تميم بن حمد، برقية عزاء للرئيس عبد الفتاح السيسي على إثر الحادث الإرهابي الذي استهدف مسجد الروضة بالعريش، مازالت أصابع الاتهام تتجه بقوة نحو الإمارة الخليجية، خاصة وأنها المرة الأولى منذ بداية الإجراءات التي اتخذتها الدول العربية الداعمة لمكافحة الإرهاب ضد قطر في يونيو الماضي.


يبدو أن الأدلة حول تورط قطر في الهجوم الإرهابي، الذي استهدف مسجدًا بمدينة العريش في محافظة شمال سيناء، أربكت النظام القطري بصورة كبيرة، خاصة وأن توقيت الهجوم يأتي بعد يوم واحد فقط من وضع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والممول من قطر، في قائمة التنظيمات الإرهابية.


رغبة في الانتقام


المخطط القطري للانتقام لا يقتصر بأي حال من الأحوال على العملية الإرهابية التي استهدفت مصر، وذكرت صحيفة "عكاظ" السعودية أن هناك مخطط من الدوحة لتنفيذ عمليات إرهابية في كلًا من الرياض وأبو ظبي، وهو الأمر الذي يعكس رغبة النظام الحاكم في قطر في الانتقام من الدول العربية الأربع جراء مواقفها المناوئة لسياسات الدوحة الداعمة للإرهاب.


ويقول الباحث مصطفى محمود، إن الهجوم الإرهابي ليس بعيدًا عن الدوحة، مؤكدًا أن الأمر ربما يمتد إلى الدول العربية الأخرى في الأيام المقبلة، خاصة وأن الدول العربية تحرص على اتخاذ خطوات موحدة تجاه قطر منذ بداية الأزمة، وهو الأمر الذي يترك تداعيات كبيرة على الإمارة على مختلف الأصعدة.


وأضاف أن برقية تميم تأتي في المقام الأول كمحاولة لدحض الاتهامات التي تلاحق الإمارة الخليجية، في مسألة التورط سواء بدعم أو توجيه التنظيمات الإرهابية للقيام بهذه العملية، موضحًا أنها تأتي في الوقت نفسه كمحاولة لكسب ود القاهرة، لتخفيف الضغط المفروض على الإمارة جراء تضييق الخناق عليها.


تميم يغسل يديه


برقية تميم للرئيس عبد الفتاح السيسي، ليست المحاولة الأولى من قبل قطر لتحسين العلاقة مع مصر، حيث أن عددًا من مسؤولي قطر، من بينهم وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أكدوا في تصريحات لهم الأسبوع الماضي، أن بلادهم تهتم بأمن مصر واستقرارها، وهي التصريحات التي أثارت موجه كبيرة من السخرية.


حديث مسؤولي قطر عن أمن مصر واستقرارها، كان بمثابة استباق للحادث، بحيث يمكنهم التبرؤ من الحادث قبل حدوثه، وتمثل برقية تميم محاولة لغسل يد نظامه من الدماء التي تمت إراقتها داخل المسجد وقت الصلاة، هكذا يقول الباحث المصري، موضحًا أن قطر لا تريد تحسين علاقتها مع مصر، لأن الطريق الأقصر لتحقيق ذلك هو قبول مطالب الدول العربية الداعمة لمكافحة الإرهاب، إلا أنهم يصرون على التعنت.


اقرأ أيضًا


صورة| قبل تفجير "مسجد العريش" بـ48 ساعة.. تنظيم الحمدين يهدد القاهرة