بعد تفجير مسجد العريش.. هل فشلت قطر في إثارة الفتنة الطائفية بمصر؟
الفتنة الطائفية كان سلاح التنظيمات الإرهابية المدعومة من قطر، وعندما فشلت في تحقيق هذا الهدف، لجأت إلى استهداف مدنيين لم يفعلوا شيئًا سوى أداء الفروض الدينية داخل مسجد الروضة في مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء.
استهداف أماكن العبادة من قبل الميليشيات المتطرفة الموالية للإمارة الخليجية ليس الأول من نوعه، خاصة في مصر، حيث سبق لهم استهداف الكثير من الكنائس، من بينها الكنيسة البطرسية بالقاهرة في ديسمبر الماضي، بالإضافة إلى كنيستين أخريين في طنطا والإسكندرية في إبريل الماضي.
مفارقة غريبة
المفارقة في هذا الإطار تتمثل في التشابه الكبير بين الطريقة التي تم من خلالها استهداف المسجد يوم الجمعة من جانب، والطريقة التي استهدفوا بها من قبل الكنائس من ناحية أخرى، من حيث اختيار توقيت الصلاة للهجوم بحيث يمكنهم حصد أكبر عدد ممكن من الأرواح خلال العملية الإرهابية.
الأحداث الإرهابية التي استهدفت الكنائس المصرية، جاءت تحت دعوى الجهاد في سبيل الله ومحاربة من أسمتهم تلك الجماعات المتطرفة بـ"الكفار"، إلا أن الواقع ربما يخالف ذلك تماما، حيث كان الهدف الواضح من تلك الهجمات الإجرامية، هو إثارة الفتنة الطائفية بين مسلمي مصر وأقباطها، على أمل أن تساهم تلك الفتنة في زعزعة الاستقرار.
تكرار سيناريو 2010
ربما كان التقارب الزمني بين الحادث الإرهابي الذي استهدف كنيسة القديسين في ليلة رأس السنة في 2010، مع أحداث 25 يناير، التي أطاحت بنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، دافعًا آخر للجماعات المدعومة من قطر لاستهداف الكنائس في الأشهر الماضية، خاصة وأن عدد من تلك العمليات الإرهابية الأخيرة تزامنت مع أعياد يحتفل بها مسيحيون على غرار ما حدث في 2010.
إلا أن اليأس الذي بدا مهيمنًا على تلك التنظيمات ومموليهم القطريين جراء الفشل في إثارة الفتنة الطائفية في مصر، ربما كان دافعا جديدا لتغيير وجهة الاستهداف، فيصبح المسجد هدفًا لفوهات مدافعهم الإجرامية، ليقتل أناسا من نفس دينهم أثناء تأدية الصلاة.
فتنة جديدة
الحادث الإرهابي الذي استهدف مسجد الروضة في بئر العبد بالعريش ربما يدحض دعاوى الدفاع عن الدين الإسلامي، التي تتبناها التنظيمات الإرهابية، كما ينزع عنهم غطاء الجهاد الذي تتبناه تلك التنظيمات، إلا أنه لا يبتعد كثيرا عن نفس الهدف الذي سبق وأن تبنته تلك التنظيمات عندما قامت بعملياتها تجاه الكنائس المصرية، وهو الفتنة، ولكن هذه المرة بين الشعب وحكومته، في ظل أكاذيب يمكن إثارتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي من خلال النشطاء الموالين للإمارة الخليجية حول التقصير الأمنى أو غير ذلك من دعاوى.
محاولات بث الفتنة كانت وسيلة قطر في العديد من المواقف سواء تجاه مصر أو شركائها في الدول العربية الداعمة لمكافحة الإرهاب، فكما حاولوا إشعال مصر ومازالوا يحاولون، سعوا من قبل للوقيعة بين دول الخليج، خاصة بين السعودية والإمارات، ربما لتخفيف الإجراءات التي اتخذتها ضدها الدول العربية منذ يونيو الماضي، إلا أنها فشلت تمامًا في تحقيق هذا الهدف.
اقرأ أيضًا ..
كيف هيمنت مخرجات قمة الرياض على تعليقات ترامب والعرب على حادث "الروضة"