في الوقت الذي تبحث فيه وزارة الصحة عن آليات جديدة لتطوير المنظومة الصحية، وتوفير كافة الأجهزة الطبية ووسائل النقل المجهزة للمرضى، حرصًا على سلامتهم، تقف بعض المؤسسات الصحية حائط سد أمام عمليات التطوير مع تعمد مسؤوليها الوقوع في أخطاء لا تغتفر ما يضع المنظومة بالكامل في "وش المدفع".

وفي واقعة جديدة من نوعها نقل أهالي مدينة تلا بالمنوفية مصاب حادث سير على عربة نصف نقل، بعد تأخر سيارة الإسعاف عن الوصول إلى المكان ساعة كاملة، ما شكل خطر كبير على حياة المريض.

وأوضح محمد عبدربه، أحد شهود العيان على الواقعة لـ"دوت مصر"، أن الأهالي انتظروا قدوم سيارة الإسعاف ساعة كاملة وبعد تدهور حالة المريض سارع الأهالي بنقله على عربة نصف نقل أمام مرأى ومسمع الجميع، ما يبرهن فشل منظومة الصحة في هذه المنطقة بالتحديد في التعامل مع الحالات الحرجة.

مخالفات مسؤولي الإسعاف

المثير للجدل أن واقعة الإهمال في نقل مريض مصاب إلى أقرب مستشفى عام بالمنوفية، أسدلت معها الستار عن بعض المخالفات الجسيمة داخل هيئة الإسعاف، حيث حصل "دوت مصر" على مستندات تثبت استخدام القائمين على العمل بهذه المنظومة السيارات الجديدة المخصصة لنقل المرضى وإسعافهم في خدمة منازلهم واحتياجاتهم الخاصة، لتتحول دور هذه السيارات من خدمة وإسعاف المرضى لسيارات خاصة تخدم "مزاج" المسؤولين بالهيئة.

الغريب في الواقعة أن هيئة الإسعاف عملت خلال الفترة الماضية على تحسين الرواتب المقدمة لعامليها، لتحسين مستويات دخولهم وإزالة كافة المعوقات التي تمنعهم عن تأدية واجبهم تجاه المرضى، لكن ذلك لم يوقف مسلسل الإهمال والفساد داخل هذه المنظومة التابعة لوزارة الصحة، الأمر لم يقتصر فقط على الاستخدام المخالف لسيارات الإسعاف، حيث أثبتت كشوف المرتبات حصول بعض العاملين على مبالغ مالية كبيرة جدًا، ما فتح معه باب التساؤلات حول العدالة في توزيع الأجور داخل أروقة المؤسسات الحكومية.

اقرأ أيضًا..

بالمستندات.. إلى مسؤولي مستشفى المطرية التعليمي: "إزي الصحة؟"

بعد تخطي 100 مليون نسمة.. كيف تواجه الدولة الكثافة السكانية؟