"الاتحاد الروسي": بوتين طلب منا التدخل في سوريا
قال رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، قسطنطين كوساتشوف، إن الولايات المتحدة حاولت تشويه صورة "الأسد" وتصوير سوريا على أنها أكثر دولة غير ديمقراطية في العالم، مؤكدًا أن سوريا لها الحق في اختيار طريقها للتنمية بشكل مستقل، طلب الرئيس "بوتين" لنا بالتدخل في سوريا لم يكن مفاجأة.
وأضاف "كوساتشوف"، في تصريحات عبر قناة "tEN"، أن "الوضع في سوريا ليس مثاليًا.. لكنني لا أتفق مع من يقول إن سوريا لديها أكبر المشاكل في الشرق الأوسط"، لافتًا إلى أن هناك أطراف حاولت تصعيد الأوضاع في سوريا لصالح الجماعات الإرهابية"، مؤكدًا أن "الولايات المتحدة تعاملت مع الأزمة السورية بشكل جاء بنتائج عكسية".
وذكر أن "ممارسات الولايات المتحدة كانت تخفي ورائها رغبة في إزاحة نظام (الأسد) بشكل يتعارض مع القوانين الدولية، مساعدة المعارضة المسلحة في سوريا يعد تعزيزًا لقوة الجماعات الإرهابية".
وأوضح أن دعم "واشنطن" للجماعات المسلحة في سوريا كان له آثارًا على ليبيا والعراق ومصر وروسيا نفسها، مضيفًا :"أدركنا أن انتهاء العمليات العسكرية في سوريا يعني عودة المقاتلين إلى أراضينا لممارسة أنشطتهم الإرهابية، وقرار التدخل الروسي في سوريا كان صحيحا في توقيته ومتماشيا مع القانون الدولي".
وتابع: "القوات الجوية الروسية نفذت عملياتها في سوريا بطلب من حكومة "الأسد، أي رد فعل روسي كان ليلقى معارضة غربية.. والولايات المتحدة تسعى لتأكيد هيمنة نظام القطب الواحد على العالم، الولايات المتحدة كانت ترى أنه يجب تنفيذ رغباتها بتغيير النظام في أي دولة بغض النظر عن النتائج المترتبة على ذلك".
وأردف: "من انتقد روسيا بسبب تدخلها في سوريا لم يكن يتوقع أنها ستنجح بهذا الشكل، تدخل روسيا تسبب في استعادة الحكومة السورية سيطرتها على الدولة.. و(داعش) لم يعد يسيطر سوى على 5% فقط من الأراضي السورية.
وأكد أن "نهاية (داعش) لم تحن بعد بسبب غياب قانون دولي لمواجهة التنظيمات المتطرفة، الولايات المتحدة لا تزال تتعاون مع التنظيمات الإرهابية وتخلق الظروف المناسبة لخروجهم إلى دول أخرى مثل العراق وليبيا".
وقال إن إزاحة النظام العراقي وإعدام "صدام" دون إجراء إصلاحات سياسية تسبب في تفاقم مشكلة الإرهاب، مؤكدًا أنه لا بد أن يكون هناك تعاون دولي غير محدود بين روسيا والولايات المتحدة لحل أزمة الإرهاب
وأضاف "كوساتشوف": "لا بد أن تبدأ العملية السياسية والإصلاحات في سوريا.. والحكومة السورية والمعارضة المعتدلة جزء أساسي في تلك العملية، ليبيا تعاني من غياب سلطة مركزية.. وما يجري فيها يلقي بظلاله على مصر".
وتابع: "روسيا تحترم القانون الدولي فيما يتعلق بالتدخل في ليبيا.. ونسعى لتوحيد القوى السياسية المتنافسة، لا حل في ليبيا بدون حكومة مركزية، وانتصاراتنا في سوريا سببها وجود الجيش والحكومة السورية".
وأكد أن "العالم يشهد الآن تداعيات وآثار الثورات الملونة التي دعمتها القوى الغربية في الشرق الأوسط، الولايات المتحدة كانت تهدف إلى تصعيد التوتر وتقديم الدعم للمعارضة في دول معينة لتلبية مصالحها الخاصة، وواشنطن ضغطت لمنع احتجاجات البحرين في 2011 حتى تحافظ على مصالحها الخاصة".
وشدد على أن "مصر وليبيا والعراق وسوريا تعرضوا لتدخلات خارجية، ولكن خطط (واشنطن) خرجت عن نطاق سيطرتها، ولولا تدخلات الولايات المتحدة لنعم الشرق الأوسط بمزيد من السلام والاستقرار والرخاء".
اقرأ أيضًا..
واشنطن: استخدام موسكو "الفيتو" دفاع عن الإرهابيين في سوريا
ترامب يحث مجلس الأمن على تجديد التحقيق الخاص بأسلحة سوريا الكيماوية