بعد تصريحات وزير خارجيتها.. قطر تتحول من حالة الإنكار إلى الوهم المرضي
في الوقت الذي يستعد فيه الكونجرس الأمريكي لمناقشة تشريع جديد لإدانة السلوك القطري الداعم للإرهاب، والمتمثل في إيواء عناصر العديد من التنظيمات المسلحة، يبدو أن مسؤولي قطر ما زالوا يعيشون في دائرة أوهامهم الخاصة القائمة على دعم الولايات المتحدة لهم، في ظل أزمتهم الراهنة مع الدول العربية الداعمة لمكافحة الإرهاب.
ولعل التصريحات التي أدلى بها وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، حول ثقته في دعم الولايات المتحدة لبلاده، تعكس استمرار حالة الإنكار التي تعانيها الإمارة الخليجية، بل وتفاقمها لدى مسؤولي الإمارة الخليجية، ففي البداية أنكروا دعمهم للإرهاب، ثم أنكروا بعد ذلك تردي الوضع الاقتصادي جراء الاجراءات العربية المتخذه ضدهم، لتتفاقم الحالة في النهاية لتصبح بمثابة حالة من التوهم المرضي، بالحديث عن دعم الولايات المتحدة للإمارة الخليجية.
توحد أمريكي
ربما هي المرة الأولى منذ وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، التي تشهد فيها الولايات المتحدة توحدا تجاه أي من القضايا مثلما توحدت في التعامل مع قطر، فالتشريع المقرر صدوره في المستقبل القريب، يحظى بمباركة أعضاء الكونجرس من الجمهوريين والديمقراطيين، ويأتي مكملا لحالة التشكك التي تسيطر على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه السلوك القطري المشبوه.
من جانبه، قال النائب الأمريكي دان دونوفان إن قطر تلعب على جميع الأحبال، ففي الوقت الذي تستضيف فيها الإمارة الخليجية، القاعدة العسكرية الأمريكية، فإنها تستضيف العديد من العناصر المشبوهة الموالية للتنظيمات الإرهابية، موضحا أن الإمارة الخليجية تقدم وعودا زائفة للغرب حول مكافحة الإرهاب، وذلك لتجنب العداء مع الدول الغربية، بينما في الواقع تقوم بدور داعم للإرهاب وهو ما يمثل تهديدا صريحا للمصالح الأمريكية في المنطقة.
رهان قطر
يبدو أن وجود القاعدة الأمريكية في الدوحة ما زال يمثل الضمانة التي تضعها قطر ومسؤولوها في حسبانهم، عند الحديث عن فكرة الدعم الأمريكي لهم، وهو ما يخالف الواقع، ففي تصريحات وزير خارجية قطر الأخيرة، والتي نشرتها وكالة "بلومبرج" الأمريكية، يقول إن بلاده مستعدة لأي عمل عسكري محتمل من الرباعي العربي المكافح للإرهاب.
وبعيدا عن استمرار النهج القطري على اختلاق الفرضيات البعيدة تماما عن الواقع، في ظل حالة الإجماع بين الدول العربية الأربعة بعدم الاتجاه نحو استخدام الحل العسكري ضد الإمارة، إلا أنه يبدو واضحا من حديث عضو تنظيم الحمدين الحاكم في قطر أن الإمارة تراهن كثيرا على من أسماهم شركائها سواء في بريطانيا أو فرنسا أو تركيا، بالإضافة إلى واشنطن.
يقول المسئول القطري في تصريحاته، أن "قطر مستعدة جيدا لمثل هذه الخطوة إذا ما حدثت، ويمكننا الاعتماد على شركائنا الدوليين، من بينهم فرنسا وتركيا وبريطانيا، بالإضافة إلى واشنطن، والتي يوجد لها قاعدة عسكرية في قطر، لصد أي هجوم محتمل."
حماية قطر
تصريحات المسؤول القطري تمثل تصعيدا عدائيا وتحديا سافرا من قبل الدويلة ضد الدول العربية الداعمة لمكافحة الإرهاب، كما أنها تبتعد تماما عن الواقع، حيث إن وجود القاعدة العسكرية الأمريكية في الدوحة لا يمثل أي ضمانة لحماية قطر، خاصة أن الهدف الرئيسي من تلك القاعدة هو حماية أمن الخليج ككل وليس أمن قطر فقط.
في تقرير له، قال موقع "ناشيونال انترست" الأمريكي إن وجود القاعدة العسكرية الأمريكية في الدوحة لا يمثل حماية لقطر، حيث إن تدخل القوات الأمريكية لحماية قطر، لا يمكن أن يتم دون موافقة الكونجرس، والعديد من الإجراءات الأخرى، كفلها الدستور الأمريكي وهو الأمر الذي لم يحدث في حالة قطر. وطالب التقرير إدارة ترامب بتوضيح هذه الحقيقة لنظام قطر في ظل الادعاءات التي يتبناها حول تكفل الولايات المتحدة بحمايته.
اقرأ أيضًا
في ظل وجود القاعدة العسكرية.. هل تحظى قطر بالحماية الأمريكية؟