مرصد الأزهر: حظر "يوتيوب" لرسائل "العولقي" خطوة أولى في مواجهة التطرف
أشاد مرصد الأزهر الشريف لمكافحة التطرف بحظر موقع "اليوتيوب"لرسائل الفيديو التي كان يقوم بها الإرهابي الأبرز في تنظيم القاعدة "أنور العولقي" أحد منظري تنظيم القاعدة والذي يحمل الجنسية الأمريكية.
وقال المرصد، في تقرير له اليوم السبت، إنه تابع التغيير الجديد الذي أدخله موقع "يوتيوب" على سياسته والذي يقضي بحظر رسائل التطرف والإرهاب الموجهة بالفيديو والخاصة بواحد من أكبر مجندي الإرهابيين في العالم، وهو أنور العولقي. وكان العولقي أحد الدعاة الأمريكيين البارزين الذين يتحدثون اللغة الإنجليزية ويعملون على تجنيد الجهاديين.
واعتبر المرصد أن هذه خطوة مهمة على طريق مكافحة الإرهاب والتطرف، وبخاصة أن تنظيم داعش الإرهابي وغيره من الجماعات الإرهابية قد تحولت نحو تكثيف أنشطتهم فى الفضاء الإلكتروني لاستقطاب الشباب بعد الخسائر الفادحة التي مُني بها على أرض الواقع؛ على الرغم من أن هذه خطوة متأخرة جدًا ولم تأت إلا بعد ضغوطات كبيرة من الحكومات وجهات مكافحة الإرهاب.
فيما دعا مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أكثر من مرة، إلى ضرورة تضافر الجهود لمكافحة التطرف والقضاء على الإرهاب، كما أصدر العديد من التقارير والمقالات وبعض التوصيات التي تنادي بضرورة المواجهة الفكرية والسيبرانية للإرهاب والتطرف، وأنه ما لم يتم ذلك، فإن الحرب العسكرية ستقضي على "تنظيم داعش" ولكنها لن تطال "فكرة داعش" التي ستظل متقدة وكامنة تنتظر حربًا على مستويات أخرى وبأسلحة متنوعة!.
وأبرز مرصد الأزهر ما تم نشره على موقع صحيفة "The Washington Free Beaco" الأمريكية الذي يفيد بأن الموقع امتنع أن ينفث "سموم" أنور العولقي في عقول الشباب.
وتابع المرصد قائلا: إن الصحيفة قد لاحظت أنه عند كتابة اسم "أنور العولقي" على يوتيوب في فصل الخريف هذا العام، ووجد أن هناك أكثر من 70000 فيديو متوفر له، ولكن هذا العدد انخفض إلى 18600 منذ تطبيق الموقع للسياسة الجديدة، وأصبح معظم مقاطع الفيديو الموجودة تحت هذا الاسم عبارة عن تقارير إخبارية عن حياته وموته ومناقشات حول مقتله وعمله وغيرها من المواد ذات الصلة.
ولاحظ الموقع أيضًا اختفاء عدد من المقاطع التي كان يتحدث فيها العولقي بعد أن قامت الصحيفة بإرسال استفسار عن التغيير في سياسة الموقع الأسبوع الماضي.
يذكر أن الإرهابي أنور العولقي ابرز إرهابيي تنظيم القاعدة، والذي نجح في تجنيد عدد من الإرهابيين الذي اكتوت أمريكا نفسها بنيرانهم؛ وكان من بينهم منفذا تفجير ماراثون بوسطن ومسلح حادثة فورت هود، ومنفذي هجوم نادي أورلاندو الليلي وسان بيرناردينو، كاليفورنيا، بالإضافة لعلاقاته التي كانت تربطه بعدد من منفذي هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، عندما كان زعيم القاعدة في اليمن.
وعلى الرغم من أنه قُتل في غارة جوية قامت بها الولايات المتحدة في 2011 وانتهى "وجوده الفعلي أو التنظيمي" من على ظهر الأرض، إلا أنه لم يغب "بفكره"، وجميع إرهابي التنظيمات والحركات يستقون افكارهم منه.
وأنهى مرصد الأزهر لمكافحة التطرف ، تقريره بالتأكيد أن من حوالى 80% ممن انضموا لجماعات التطرف والإرهاب تم استقطابهم عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي، وأن حجب مواقع التطرف ومواده ليس كافيا وحده لهذه المواجهة.
واعتبر المرصد أن الرد على أفكار المتطرفين وانحرافاتهم فى هذا الفضاء الإليكترونى هو الخطوة الأكثر أهمية والأكثر تأثيرا، وهو ما يعمل عليه مرصد الأزهر ويوفره من خلال لجانه الشرعية المتخصصة.
كم أكد المرصد أن ما تقوم به جماعات الإرهاب من قتل أو عنف أو تخريب أو ترويع لا يمت لتعاليم الأديان السماوية جميعا بصلة، فقد بعث الله أنبيائه الكرام من أجل سعادة البشر ونشر الرحمة والمحبة والسلام فى شتى ربوع الأرض.
اقرأ أيضا
مرصد الأزهر: إسبانيا تعترف بأن الإرهاب ليس من الإسلام
مرصد الأزهر: الدعوة لـ"هولوكست" للمسلمين عنصرية وتؤجج مشاعر الكراهية