قطر تواصل التسليح الإعلامي بمساندة تركيا وإيران
طالما عرفت السياسات القطرية على مدار سنوات طويلة بإعتمادها بشكل أساسي على الأسلحة الناعمة، وفي مقدمتها الإعلام. ولا يُنكر أحد التقدم الذي حققته الدوحة في المجال الإعلامي حيث الإنتشار والقدرة على التأثير، وخاصة عبر شبكة "الجزيرة" الشهيرة، حتى كُشفَت سياساتها الإعلامية التحريضية والتي تهدف إلى ضرب استقرار المنطقة، مع أحداث ثورات الربيع العربي.
لقد دفعت مقاطعة قطر الدبلوماسية والتجارية من قبل دول الرباعي العربي في يونيو الماضي، إلى توجهها إلى تركيا وإيران بشكل أساسي، لإقامة تحالف تواجه به مطالب الدول الأربعة، التي لم تهدف سوى أن تكُف يد قطر عن دعم وتمويل الإرهاب. فيما قابل تنظيم الحمدين – حكومة قطر – ذلك بتعنت ملحوظ يؤكد على استمراره في تهديد الأمن القومي للمنطقة.
ونرى خلال الأيام الجارية مزيد من التعاون مع تركيا وطهران على مستويات عديدة، فإلى جانب التعاون العسكري والتجاري، يظهر من خلال خطوات متقاربة إتخذها تنظيم الحمدين؛ رغبته في توسيع نشاطاته الإعلامية.
وكشفت جريدة "الشرق" القطرية، في عددها الصادر أول أمس الأربعاء، عن تعاون قطري تركي، من خلال اجتماع رئيس المؤسسة القطرية للإعلام، حمد بن ثامر آل ثاني، ورئيس مجلس إدارة والمدير العام لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون التركية TRT، ومناقشة العلاقات الإعلامية بين الدوحة وأنقرة، وتوقيع مذكرة تفاهم بين المؤسستين. وقد جاء ذلك في إطار زيارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان إلى الدوحة وإبرام مزيد من اتفاقات التعاون بين الجانبين.
وتزامن في اليوم ذاته إعلان مجلس الوزراء القطري عن إنشاء منطقة إعلامية حرة، وموافقته على تشكيل لجنة استشارية فنية للقيام بالمهام المتعلقة بذلك المشروع الإعلامي.
وفي يوليو الماضي، التقى مدير عام وكالة الأنباء الإيرانية، إرنا، محمد خدادي، ومدير عام قناة الجزيرة في الدوحة، مصطفى سواق، لبحث سبل تعزيز التعاون الإعلامي المشترك. وفي أكتوبر الماضي وافقت الحكومة الإيرانية خلال اجتماعها برئاسة الرئيس الإيراني، حسن روحاني، على فتح مكتب لـ"إرنا" في الدوحة، بالتعاون مع قناة الجزيرة. وتأتي تلك الخطوة بعد محطات عديدة من التقارب القطري الإيراني في المجالات العسكرية والإقتصادية، وإعادة قطر لسفيرها لدى طهران في أغسطس من العام الجاري.
اقرأ أيضًا: بعد تعاون الجزيرة وارنا.. هل تخطط قطر وإيران لـ "لوبي إعلامي"؟
ربما تأتي الخطوات السابقة الذكر لتنسيق إعلامي بين كُلًا من الدوحة وأنقرة وطهران، وخاصة في ظل التقارب التركي الإيراني، في أغسطس الماضي، وإعلان المتحدث الرسمي بإسم "أردوغان" الإتفاق بينهما على تعزيز التعاون العسكري، خلال زيارة رئيس أركان الجيش الإيراني، الجنرال محمد باقري، والتي جاءت الأولى من نوعها منذ عام 1979. فدائمًا نرى أن التنسيق العسكري هو الخطوة الأولى بين تركيا والطرف الذي تتوجه إليه بتوطيد العلاقات.
ان التقارب بين قطر وتركيا وإيران واضح في كثير من المجالات، ويبدو أنه في ظل ورطة قطر الحالية واختيارها لعزلتها عن محيطها الخليجي والعربي؛ ستظل نقطة التقاء بين تركيا وإيران لمزيد من التعاون والتنسيق.
والمتابع للوسائل الإعلامية التابعة للدول الثلاثة خلال الشهور الأخيرة، يجد تطابقًا واضحًا في المعالجة الإعلامية لكثير من القضايا التي أصبحت محل إهتمام مشترك بينهم. فكثيرًا ما هاجمت قنوات وصحف تلك الدول؛ دول الرباعي العربي على مدار الشهور الماضية بشكل ملحوظ.
اقرأ أيضًا:
الجزيرة وإعلام إيران إيد واحدة لتشويه قرارات السعودية بمكافحة الفساد
صور| على طريقة الجزيرة..صحف أردوغان تسئ إلى السعودية
يذكر أن الدول الأربعة الداعية لمكافحة الإرهاب، السعودية والإمارات والبحرين ومصر أعلنت قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع قطر إثر ثبوت دعمها وتمويلها للإرهاب وزعزعة الأمن والإستقرار في المنطقة. فيما يستمر النهج القطري المتعنت تجاه قائمة المطالب العربية التي قدمتها دول الرباعي العربي ومن شأنها إحتواء الأزمة والورطة القطرية، والتي تدور حول ضرورة توقف تنظيم الحمدين عن دعم وتمويل الإرهاب وإيواء الهاربين من العدالة من بلدانهم، وإغلاق قناة "الجزيرة" المستمرة في سياساتها الإعلامية التحريضية، إلى جانب تخفيض التمثيل الدبلوماسية والتعامل مع إيران، وإغلاق القاعدة التركية في الدوحة.
اقرأ أيضًا:
فيديو.. الجامعات آخر صيحات التعاون القطري الإخواني برعاية تركية.. تعرف على التفاصيل