التوقيت السبت، 23 نوفمبر 2024
التوقيت 05:23 م , بتوقيت القاهرة

الإرهاب باسم الدين.. اعترافات تفصيلية للقاتل عبدالرحيم المسماري

شرح الإرهابي عبدالرحيم محمد عبدالله المسماري، ليبي الجنسية، والمتورط في حادث الواحات الإرهابي، كيف دخلت الخلية الإرهابية من ليبيا إلى مصر، وكيف بدأوا العملية وقاوموا الأمن المصري الذي قضى عليهم في النهاية، إضافة لقصص التجنيد والتنظيمات الإرهابية في ليبيا.


وقال المسماري، خلال حواره ببرنامج "إنفراد" مع الإعلامي عماد الدين أديب، بأنه اقتنع بأفكار الجهادية بعد ثورة ليبيا في 2011، وكان السبب انتشار العناصر الإسلامية في مدينته "درنة"، وتحديدًا كتيبة "شهداء بوسليم" وكتيبة "النور" و"أنصار الشريعة"، وهم من معتنقي الفكر السلفي الجهادي.


وأشار إلى أنه شارك في عمليات عسكرية ضد جيش الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي قائلًا: "طبيعة الشعب الليبي إنه متدرب على حمل السلاح"، موضحًا أنه انضم بعدها إلى مجلس شورى مجاهدي "درنة" الذي كان ينتمي للتيار السلفي الجهادي، وانصهرت فيه أغلب العناصر.


المشاركة في التنظيمات الأخرى


وأكد المسماري، أنه حاصل على ليسانس اللغة العربية، واقتنع بأفكار الجهادية بعد الثورة الليبية في 2011، وكان سبب ذلك انتشار العناصر الإسلامية في مدينة درنة، وأنه شارك أهالي المدينة في عمليات مسلحة ضد جيش القذافي، لافتًا إلى أن الشعب الليبي بطبيعته مُدرب على حمل السلاح.


وأوضح الإرهابي، أنه انضم إلى مجلس شورى مجاهدين درنة، الذي تم تأسيسه بعد ظهور حفتر وتنظيم داعش، وكانت أفكار المجلس تتبع التيار السلفي الجهادي، مشيرًا إلى أنه شارك في العديد من المعارك في ليبيا وكان يزرع عبوات ضد جيش حفتر وضد الدولة الليبية مما أوقع قتلى، ودخل في مواجهات مباشرة مع جيش حفتر.


التواصل عبر هاتف ثريا


وقال إن الجماعة استعانت بتليفونين من ماركة "ثريا" الذي يعمل عن طريق الأقمار الصناعية، إضافة إلى جامع الأخبار من المواقع المختلفة، ويدعى "حاتم" الذي يسرد كافة أخبار المواقع العالمية لمعرفة ما يدور.


وتابع أن هناك شخصًا في الجماعة أتى بمبلغ مالي كبير من ليبيا من أجل عمل جهادي في مصر، مشيرًا إلى أنه لا يجرؤ أي شخص في الجماعة عن الاستفسار عن أي شيء يقوم به قائد الجماعة، مضيفًا:"مكثنا في المنطقة لمدة 10 أشهر قبل تنفيذ العملية، وتم تجنيد 6 أشخاص في الجماعة شاركوا في عملية دير "الأنبا صموئيل" بالمنيا، بعد أن تركوا تنظيم داعش وانضموا إلينا.


مصر


شدد الإرهابي على أن حضوره إلى مصر له أجر عظم، خاصة وأن القتال في مصر أقوى وأعنف، قائلًا: الرسالة التي نحملها لا تفرق بين بلد وآخر، والهجرة في سبيل الله لها أجر عظيم عند الله، فالجهاد فرض عين وواجب على كل فرد".


وأوضح الإرهابي، في حواره مع الإعلامي عماد أديب ببرنامج "إنفراد" على قناة "الحياة"، أنه جاء إلى مصر لأن مصر يقع عليها ظلم كبير لعدم تمكين شرع الله في مصر، ولم يأت لقتال المصريين العاديين، مشيرًا إلى أنه لا توجد دولة حاليًا تطبق شرع الله، وآخر الدول التي كانت تطبق شرع الله هي الدولة العثمانية والتي كانت تحكم من تركيا، وبعدها انحرفت هي الأخرى.


من ليبيا إلى مصر


وكشف الإرهابي قصة دخول الخلية لمصر لتنفيذ عملية الواحات الإرهابية، وقال: "خرجنا من درنة بسيارتي دفع رباعي، ومدفع مضاد للطائرات وأربيجية لكل عربية وصواريخ سام و2 متعدد، وجاءت الأسلحة بالعلاقات الخاصة التي أبرمها ما أسماه بـ"الشيخ حاتم".


وتابع: "لدينا عمل جهادي وهذه صدقة جارية في سبيل الله، خرجنا من جنوب درنك 14 فردًا نسير مع الخط الموازي للحدود المصرية، قبيل دخولنا لمصر اشتبكنا مع قبيلة التبو، هما دخلوا علينا ظنوا أننا مهربين، وكانت مكلفة من جيش حفتر بحماية الحدود المصرية الليبية، وقتلنا أحدهم وأخذنا سلاح منهم، وتسللنا لمصر".


وأضاف قائلًا: "رحلتنا لمصر أخذت من 15 إلى 30 يوما حتى تمركزنا بسبب أعطال سيارات، وبدأنا التمركز في الظهير الصحراوي لمحافظة قنا وسوهاج وأسيوط، واستقرينا بمنطقة الواحات منذ يناير 2017 حتى معركة الواحات، وسبب استقرارنا هناك، مقدر أحد من معنا اسمه الحركي "بوكا" كون علاقة بالحي السكن الخاص به، وجند ناس واقنعهم بأفكارنا الجهادية، لدعمننا اللوجيستي.


كيف قضى الأمن على خلية الواحات


وتابع، أنه "بعد 11 يومًا من حادث الواحات بعدنا حوالي 85 كيلومترًا، ولاحظنا قدوم 4 سيارات دفع رباعي، انتظرناهم للاشتباك معهم على أنهم بدو، وحينما اقتربوا عرفنا أنهم "أمن"،  وبعدها لاحظنا قدوم طائرة مروحية قامت بمناورات ولم تطلق صواريخ، ثم تعرضنا لقصف جوي من عدة طائرات في 3 غارات في أوقات مختلفة، واستغرقت من 11:30 صباحًا حتى المغرب، وكنا نختفي في الجبال فيرسلوا قصاصي الأثر ويعرفوا أماكننا".


وأضاف، كنا 17 فردًا بالنقيب محمد الحايس وخرجنا في 3 سيارات، وفي أول قصف حدث تفجير شديد بصاروخ، قتل بعض الأخوة ودمر سيارتين، وقتل في القصف "الشيخ حاتم" – من بايعه - كنا بعدها 7 أشخاص نسير في الصحراء، فجاء صاروخ وقتل الباقين ولم يبق أحد غيري.


وأضاف، تحركي كفرد فى الصحراء سهل لم يكن معي أي مؤن ولا مياه، فسرت في الصحراء من 9 مساء حتى الفجر، وكان الشيخ حاتم قد أعطانا أرقامًا لأشخاص ليبيون للاتصالات الطارئة، وتواصلت عبر التليجرام مع اثنين الأول اسمه الحركي أبو عبد الله وحفص الشافعي وطلبت إرسال أحد لمساعدتي، ولكن الأمن المصري أسرع وأمسك بي.


وكنت في الصحراء فعرف الأمن المصري مكاني وحاوطني من كل الجهات، فاشتبكت معهم ولكنهم اقتربوا مني حتى استطاعوا الإمساك بي، و كنت أضرب ولا أريد الظهور أمامهم، ولم أستسلم في البداية كنت أريد المقاومة، من عقيدتنا الشهادة في سبيل الله لدينا تفكير "عقدي" ومنهج نسير به.


القتل لتطبيق شرع الله


وتابع، بعد عملية الواحات ومقتل الضباط والجنود لم أشعر بتأنيب ضمير، فنحن  لسنا هواة قتل، القصد هو أن نُحكِّم شرع الله ودينه في الأرض وإقامة خلافة إسلامية.


ورفض المسماري تطبيق القانون قائلًا: "من وضع هذه القوانين فهو إنسان ونحن نريد تطبيق شرع الله في الأرض".