قال الكاتب الصحفي المختص في الشأن الإفريقي، عطية العيسوي، إن زيمبابوي شهدت انقلابا صريحا على السلطة من الجيش بسبب حالة الفوضى التي تعم قيادات الحزب الحاكم والحكومة، وانعكاس ذلك على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية السيئة بالبلاد.

وأضاف العيسوي، خلال لقاء له على فضائية "الغد" الاخبارية مع الإعلامية داليا نجاتي، أن رئيس زيمبابوي، روبرت موجابي، تحت الإقامة الجبرية وتم اعتقال وزير المالية وسيتم اعتقال من وصفه الجيش في بيانه بـ"المجرمين" من حاشية الرئيس والمستفيدين من نظامه، مشيرا إلى أن قائد الجيش كان مواليا للرئيس ويحميه مع كبار الضباط، إلا أن هناك عديدا من الأسباب التي أدت لانقلاب الجيش عليه، وأولها الإطاحة بقيادات كثيرة ممن شاركوا في "حرب التحرير" ومنهم نائب الرئيس.

وتابع العيسوي أن من بين الأسباب أيضا إقالة كل من يعارض الرئيس وزوجته أو تهميشهم على الأقل، ما يمهد الطريق لزوجة "موجابي" لرئاسة الدولة، مؤكدا أن هذا الأمر يرفضه الجيش لذا أطلق الجيش إنذاره بوقف عملية التطهير فوراً وإلا سيتدخل ليرد الحزب الحاكم بوصم قائد الجيش بـ"الخيانة"، ما دفع المؤسسة العسكرية بالإسراع بخطواتها والتدخل، خاصة في ظل تخوف قيادات الجيش من عزلهم ومحاكمتهم عسكريا وقد يصل الأمر لإعدام بعضهم.

وأكد العيسوي أنه لن تكون هناك تحركات خارجية لإنقاذ "موجابي"، كما أن معظم الشعب لا يتعاطف معه ولا مع النظام بسبب الحالة الاقتصادية المتردية وارتفاع أسعار الأغذية والوضع الاجتماعي المتردي، ورأى أن الولايات المتحدة سترحب بالإطاحة بـ"موجابي"، ومعها بريطانيا أيضا، كما أن عددا كبيرا من الدول الإفريقية لا تتعاطف معه، إلا أن الجميع سيطالب الجيش بالإسراع في إعادة الحياة المدنية وفقا لجدول زمني لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية وتشكيل حكومة مدنية.

انقلاب زيمبابوي.. لماذا الآن؟

رئيس جنوب إفريقيا يدعو كافة الأطراف في زيمبابوي إلى ضبط النفس