التوقيت الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024
التوقيت 05:32 م , بتوقيت القاهرة

انقلاب زيمبابوي.. لماذا الآن؟

في الساعات الأولى من اليوم الأربعاء أعلن جيش زيمبابوي الاستيلاء على السلطة وقال في بيان إنه يستهدف معاقبة المجرمين والفاسدين في السلطة حول رئيس البلاد روبرت موجابي، وعلى الرغم من أن كل الدلائل تشير لوقع انقلاب عسكري إلا أن الجيش الزيمبابوي يرفض هذا المصطلح.


ماذا يحدث؟


بحسب وكالة "رويترز" فإن قوات الجيش استولت على مقار التلفزيون والإذاعة والمباني الحكومية، وقال الجنرال مويو المتحدث العسكري أن الرئيس روبرت موجابي وعائلته بخير وأمان وسلامتهم مضمونة.


وأشار إلى أن تحركات الجيش تأتي لمكافحة الفساد وأنه يذيع بيان الجيش بنفسه لأن التلفزيون الحكومي رفض إذاعة البيان بناء على أوامر من مسؤولين بالدولة.. قائلا "الآن الموقف تحرك لمستوى آخر".


 





 


هل هو انقلاب عسكري؟


يرفض الجيش الزيمبابوي استخدام مصطلح انقلاب عسكري، لكنه قام بالسيطرة على القصر الرئاسي وأغلق عدة طرق في وسط العاصمة هراري وهي الطرق الحيوية في المدينة، كما استولى على المباني الحكومية وألقى القبض على عدد من المسؤولين بينهم وزير المالية، إجناتيوس شومبو.


وطالب الجيش المواطنين بالبقاء هادئين وألا يخرجوا من منازلهم إلا للحالات الضرورية كما يمكن للموظفين الخروج لعملهم بشكل طبيعي.


ولكن يقول المحلل الزيمبابوي أليكس ماجايسا في تصريحات لصحيفة "التليجراف" إنه "على الرغم من أن هذا يبدو وكأنه ليس انقلابا فإنه بالفعل انقلاب".


لماذا يحدث هذا الآن؟


من المعروف عن زيمبابوي إنها تعاني حالة من الفقر المدقع لدرجة أن موقع "بيزنس انسيدر" قال إن معدلات الفقر تخطت 72% في 2011، وزادت إلى ما هو فوق 84% في أقل من 6 سنوات.


ومؤخرا تذكر صحيفة الإندبندنت، إن روبرت موجابي رئيس البلاد البالغ من العمر 93 عاما قال إنه يريد الحكم مدى الحياة وسط مخططات لتجهيز زوجته جريس موجابي لتولي الحكم من بعده.


جريس موجابي وزوجها الرئيس


وأشارت الصحيفة إلى أن الاستحواذ على السلطة زاد من المشاكل السياسية حيث تم طرد نائب الرئيس إيميرسون مانانجاجاوا والذي يعد من قدامى المحاربين في فترة السبعينات وقت حرب الاستقلال وكان ينظر له حتى وقت قريب بأنه الوريث الطبيعي لموجابي.


ورأى البعض أن طرد نائب الرئيس الذي يعيش حاليا خارج البلاد علامة على زيادة نفوذ السيدة الأولى، التي صرحت في الإعلام قائلة  "قلت للرئيس يمكنك أن تترك لي السلطة ويمكنك أن تترك لي منصبك .. أعطني الوظيفة وسوف أقوم بها بشكل جيد لأنني أتمتع بالكفاءة".


وبالطبع لم يعجب هذا طبقة المحاربين القدامى الذين تولوا قيادة المعارضة بعدما كانوا يتمتعون بمراكز اجتماعية وسياسية قوية قبل صعود جريس موجابي، وألقوا باللوم عليها في مشاكل الاقتصاد.


وفي العام الماضي زادت معدلات هجرة الأموال خارج البلد الفقير حيث زادت معدلات التضخم إلى 500 مليار% بشكل زاد الرعب من حدوث انهيار اقتصادي شبيه بالعام 2007 -2008.


ويوم الإثنين قال الجنرال كونستنتينو شيوينجا حليف موجابي المقرب والذي كان يعد مرشحا لمنصب نائب الرئيس، إنه يدين الأعضاء الفاسدين بالحكومة وأنه إذا لم ينصلح الحال فإن الجيش لن يتردد في التدخل.


اقرأ أيضا


جريس موجابي.. حاكمة زيمبابوي خلف الستار


جيش زيمبابوي: لم نقم بانقلاب عسكري على الحكومة