التوقيت السبت، 02 نوفمبر 2024
التوقيت 02:22 م , بتوقيت القاهرة

خاص.. باحث بالشأن الإيراني: طهران قلقة بعد التصعيد مع السعودية

جاءت استقالة الرئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري من منصبه خلال تواجده في السعودية، لتثير الكثير من الجدل في الأوساط العالمية ولا سيما العربية، خلال الأسبوع الماضي، وبصفة خاصة بعدما تزامنت تلك الاستقالة المفاجئة مع حملة تقودها المملكة العربية السعودية، لمحاصرة نفوذ إيران في عدد من دول المنطقة.


وتزايدت تهديدات إيران مؤخرًا على خلفية إطلاق ميليشا الحوثيين، صاروخًا باليستيًا من اليمن استهدف العاصمة الرياض، والذي تم تصنيعه تحت إشراف خبراء إيرانيين، ومع بدء الإدارة الأميركيَّة اتخاذ خطوات أكثر حزما بشأن استراتيجيتها الجديدة تجاه طهران، يعني أن مرحلة صعبة من الضغوط سوف يمر بها النظام الإيراني، وأن تكلفة محتمَلة أو خسائر متوقَّعة لمكتسباته ستكون كبيرة.


 


قلق إيراني


سلطت صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية الضوء على عمق قلق إيران من تصاعد التوتر مع السعودية الأسبوع الماضي، والذي تجلّى في الإغلاق المؤقت لصحيفة"كيهان"، المقربة من مكتب المرشد الإيراني، علي خامنئي، ووثيقة الصلة بالتيار المتشدد في النظام الإيراني.


وقالت فايننشال، في تقرير مطول لها، الجمعة الماضي إن "صحيفة كيهان أشادت يوم الإثنين الماضي بالهجوم الصاروخي الباليستي الذي شنّه الحوثيون المدعومون من إيران على الرياض، وهو هجوم قالت السعودية إنّه إعلان حرب من جانب الجمهورية الإسلامية، مشيرةً إلى أن دبي ستكون الهدف التالي للمتمردين اليمنيين الذين يشنون حرباً ضد منافسيهم المدعومين من السعودية".


وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن "قرار إغلاق صحيفة كيهان يسلط الضوء على تحول تكتيكي من قِبل الجمهورية الإسلامية، حرصًا على عدم إغضاب المملكة العربية السعودية أو الإمارات، وذلك في ظل محاولاتها مضاعفة طموحاتها الإقليمية".


وأثار التقرير القلق في طهران التي تدّعي رسمياً أنها لا تشارك في الحرب الأهلية في اليمن، واتَّهم مجلس الأمن القومي الأعلى يوم الأربعاء الماضي، الصحيفة التي تديرها الدولة، بالتصرف ضد الأمن القومي وأمر القضاء المتشدد بإغلاقها لمدة يومين، وهو عقاب نادر على كيهان التي عُيّن محررها من قِبل المرشد الأعلى الإيراني شخصياً.


 


ازدياد التوتر


بدوره، علّق الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، يوسف بدر على التصاعد الناشئ بين السعودية وإيران، وانعكاسته على الداخل الإيراني في الفترة الحالية، أنه "من الواضح أن ازدياد التوتر بين طهران والرياض مرتبط بوصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على رأس الإدارة الأمريكية، لافتًا إلي تصاعد الأمر أكثر مع إعلانه استراتيجية أمريكية جديدة تجاه إيران وبرنامجها النووي والصاروخي والحرس الثوري.


وتابع بدر في تصريحاته لـ "دوت خليج"، قائلاً: "بالطبع، هذه السياسة لا تساعد الإصلاحيين بل تدفعهم إلى الوقوف إلى جانب المحافظين بدلًا من اتهامهم بالخيانة والعمالة من قبل المتشددين، الامر الذي أوقع الرئيس المعتدل حسن روحاني في حرج أمام الإصلاحيين بعد عدل من خطابه بما يتقارب مع الجناح المحافظ في إيران".


وأضاف: "لا شك أن إيران مثل أي مجتمع شرق أوسطي يتشكل مجتمعها من تيارات متعددة بين أقصى اليمين وأقصى اليسار، وهو ما يتسبب في ظهور ردود أفعال مجتمعية مختلفة، فهناك من يؤمن بأن التيار المحافظ داخل إيران وهيمنته على مقاليد الحكم وتذرعه بالثورة هو ما يتسبب بالعزلة التي تعيشها إيران إقليميا. وأن إيران تعيش وفق رؤية أيديولوجية منتهية الصلاحية لم تعد تتماشى مع تحولات العالم الحديث".


واستطرد: "كذلك هناك رؤية تيار آخر يعتقد أن إيران تواجه مؤامرة دولية وإقليمية تحتاج إلى التصدي لها، فضلًا عن أصحاب الرؤى الدينية التي تؤسس لدولة المهدي المنتظر، والغارقة في نظريات من خيال السلطة والقهر الديني".


واختتم الباحث المتخصص بالشأن الإيراني تصريحاته، بقوله: "من الواضح أن المجتمع الإيراني يعيش حالة قلق على مستقبله بعد الآمال التي وضعها على الإتفاق النووي الذي تحقق بفوز الرئيس المعتدل حسن روحاني، ومازال يأمل في التحسن الاقتصادي مع هذه الحكومة، لكن التقلبات السياسية التي يعيشها تجعله يبتعد عن هذا التفاؤل".


 


اقرأ أيضًا ..


خاص| باحث بالشأن الإيراني: السعودية تسعى لتقليم أظافر طهران بالمنطقة


"مزاعم وارتباك".. قلق إيراني جراء تزايد التصعيد مع السعودية


كاتب إماراتي يفتح النار على سياسات إيران ضد السعودية


خاص| نكشف كواليس ورسائل زيارة وزير خارجية إيران إلى قطر


خاص| باحث في الشأن الإيراني: تسهيلات إيران لقطر "باهظة الثمن"