لماذا يتكتم الإعلام التركي على لقاء يلدريم بالإخوان في أمريكا؟
يبدو أن مقاطعة قطر ظهر صداه بالفعل، حيث أثارت تلك المقاطعة مخاوف تركيا من مواجهة نفس مصير قطر جراء دعمها لجماعة الإخوان الإرهابية.
ولهذا السبب اتفق الإخوان والنظام التركي بقيادة رجب طيب أردوغان، على استراتيجية جديدة فى التعامل معًا، فما كان يحدث بينهما فى العلن سيكون الأيام المقبلة سرًا، وبعد أن كان يتفاخر كلًا الطرفين بتلك العلاقة، أصبحت مثل العلاقات المشبوهة التي تحدث سرًا بعيدًا عن أنظار العالم.
العلاقة السرية بين الإخوان وتركيا
التقى رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، خلال زيارته لأمريكا بجماعة الإخوان، بزعم أنه يلتقي بالجاليات المسلمة في نيويورك، ومثل هذه اللقاءات كان الإعلام التركي يحتفي بها ويتسابق في نشرها، كما أن إعلام جماعة الإخوان يروجها على نطاق واسع، إلا أن هذه اللقاء الأخير تكتم عنه الإعلام التركي، بينما لم تنشر عنه جماعة الإخوان أي معلومة، إلا ما نشره القيادي محمود شرقاوي القيادي الإخواني والمتواجد في نيويورك، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وأشار إلى اللقاء بكلمات مختصرة تظهر فيها تحريض الإخوان في أمريكا ضد مصر.
تعمد الإعلام التركي سرية اللقاء
ولفت تعامل إعلام تركيا الرسمي مع لقاء رئيس وزراء أردوغان بالإخوان في نيويورك، الأنظار إليه، حيث أنه لم ينشر أي معلومة عن اللقاء، بل لجأ لإبراز لقاء رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، بممثلين عن المجتمع اليهودي بمدينة نيويورك الأمريكية، مشيرًا إلى أن هذا اللقاء تم في مقر القنصلية التركية، بعيدًا عن وسائل الإعلام، وحضره 12 من كبار ممثلي المجتمع اليهودي.
وأوضح إعلام تركيا الرسمي، أن هذا اللقاء حضره كل من نائب رئيس الوزراء، محمد شيمشك، ووزير الخارجية، مولود تشاوش أوغلو، ووزير الطاقة، براءت ألبيرق، ونائبا حزب العدالة والتنمية عن مدينة أسطنبول، فولكان بوزقر، ومصطفى شنطوب، بالإضافة إلى ممثل أنقرة الدائم لدى الأمم المتحدة، فريدون سنرلي أوغلو، والقنصل التركي في نيويورك، أرطان يالتشن.
لم يكتف إعلام تركيا بذلك، بل أبرز تصريحات رئيس وزراء أردوغان، بمطالبة تركيا واشنطن بتسليمها زعيم منظمة "فتح الله جولن" المقيم بالولايات المتحدة.
مقاطعة قطر سبب تخوفات تركيا
بعد مقاطعة بعض الدول العربية لقطر بسبب دعمها لجماعة الإخوان الإرهابية، يبدو أن النظام التركي بدأ يخشى ويتخوف من دعمه لجماعة الإخوان، ويشعر أن "عليه الدور" بعد قطر، وأن سوف يواجه نفس مصير الدوحة وسيتم التضييق عليها من جانب الدول والأنظمة.
بينما الأمر الثاني هو أن جماعة الإخوان نفسها تتخوف من تكون هناك أزمة مع تركيا على غرار أزمة قطر، فالجماعة تخشى من أن تفقد الحليف الأكبر لها بعد الدوحة، ألا وهي تركيا التي تعد الآن الملاذ الآمن لها.
اقرأ أيضًا..
أمريكا: إيران تشكل مشكلة حقيقية بالشرق الأوسط بدعمها المستمر للإرهاب