التوقيت الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024
التوقيت 01:40 م , بتوقيت القاهرة

أردوغان يرفض مصطلح "الإسلام المعتدل".. دعما للتطرف أم للإساءة للسعودية

يبدو أن النظام الحاكم في تركيا، برئاسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مصرا على تبني نفس الرؤية الداعمة للتيارات والتنظيمات المتطرفة، بالإضافة إلى دعمه إلى إمارة قطر، في الأزمة التي تعانيها جراء الدور الذي تلعبه من زعزعة استقرار دول الجوار، وفي القلب منها المملكة العربية السعودية.


في تغريدة منشورة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، يقول أردوغان "مصطلح الإسلام المعتدل اخترعه الغرب. إن الإسلام واحد، ولا يوجد شيء اسمه إسلام معتدل أو غير معتدل. لا يحق لأحد أن يعرف ديننا كما يشاء."


تغريدة أردوغان


دعاية مجانية للتطرف


الحديث الأردوغاني الرافض لمصطلح الإسلام المعتدل يمثل دفاعا واضحا عن التنظيمات المتطرفة، وفي القلب منها جماعة الإخوان الإرهابية، والتي يجد فيها أردوغان وحزبه المرجعية الرئيسية لأفكاره، كما أنه في الوقت نفسه يقدم ترويجا مجانيا للخطاب الذي تتبناه كافة التنظيمات المتطرفة، والذي يقوم على ربط أعمال العنف التي تقوم بها بالدين الإسلامي.


موقف تركيا، في عهد أردوغان، الداعم للتنظيمات المتطرفة ليس بجديد، فقد سبق له وأن اتخذ موقفا معاديا من مصر بسبب سقوط نظام الرئيس الإخواني محمد مرسي، إثر ثورة شعبية استجاب لها الجيش المصري، كما أنه كان أكبر الداعمين للتنظيمات المتطرفة المقاتلة في سوريا، حيث قدم لها الدعم الاقتصادي المتمثل في شراء النفط من المناطق التي سيطروا عليها سواء في سوريا والعراق، أو العسكري من خلال السماح بتهريب الأسلحة والمقاتلين القادمين من مختلف دول العالم إلى الأراضي السورية والعراقية عبر تركيا.


معاداة السعودية


إلا أن الملفت أن تغريدة أردوغان جاءت بعد أيام من التصريح الذي أدلى به ولي عهد المملكة العربية السعودية، الأمير محمد بن سلمان، حول ضرورة تعزيز مباديء الإسلام المعتدل داخل المملكة، وهو التصريح الذي لقى إشادة كبيرة من مختلف المتابعين، والذين أكدوا أن التصريح جاء متوافقا مع حملة التغيير التي تشهدها السعودية في المرحلة الراهنة.


أردوغان يتبنى مواقف عديدة مناوئة لمصالح المملكة العربية السعودية، ففي الوقت الذي تسعى فيه السعودية لمحاربة التطرف، والقضاء على المتطرفين، فإن الجماعات المتطرفة تجد الدعم المطلوب من أردوغان، إلى أن وصل الأمر إلى رفض النهج الجديد للسعودية القائم على تعزيز الاعتدال الديني باستخدام لغة تحاول التقريب بين مفهوم الاعتدال من جانب والغرب من جانب آخر، في إساءة مبطنة للنظام السعودي، وهو ما يمكن تفسيره برغبة أردوغان في أن يحل محل المملكة العربية السعودية، في قيادة العالم الإسلامي.


دعم قطر


ولعل تغريدة أردوغان تقدم دليلا جديدا على الموقف العدائي الذي تتبناه تركيا من النظام الحاكم في المملكة العربية السعودية، حيث سبقها العديد من الشواهد السابقة، لعل أبرزها، الموقف من قطر، ففي الوقت الذي توحدت فيه الدول العربية الداعمة لمكافحة الإرهاب للانتفاض ضد الدور القطري القائم على زعزعة استقرار دول الجوار، نجد موقفا تركيا مختلفا، يقوم على دعم قطر ونظامها.


الدعم التركي لقطر وصل إلى حد القيام بتدريبات عسكرية مشتركة، بالإضافة إلى اتخاذ خطوات جادة نحو بناء قاعدة عسكرية تركية في الأراضي القطرية، بالإضافة إلى نشر أعداد كبيرة من القوات التركية في الداخل القطري، هو الأمر الذي اعتبرته المملكة وحلفائها تهديدا مباشرا لأمن دول الخليج.


إقرأ أيضا


صورة| هكذا انتهك أردوغان سيادة قطر أثناء لقاء تميم


"المزدوج".. أردوغان يصف مقاطعة قطر بالحصار.. ويتوعد الأكراد عسكريا