التوقيت السبت، 23 نوفمبر 2024
التوقيت 03:07 م , بتوقيت القاهرة

مرصد الأزهر: الصومال قبلة الدواعش ومسرح عملياتهم الجديد

قال مرصد الأزهر لمكافحة التطرف إن بعض التغيرات الجديدة طرأت على خريطة توزيع وانتشار الجماعات المتطرّفة؛ حيث أصبحت الصومال قبلة الدواعش ومسرح عملياتهم الجديد.


وأوضح المرصد أن الصّومال الآن باتت بين فكّي أسدٍ مفترس يحاصرها من جهة الشّمال أنصار تنظيم داعش الإرهابي ممن انفصلوا عن حركة الشّباب وبايعوا التنظيم وشكّلوا فصيلًا خطيرًا يسعى لامتلاك زمام الأمور في شمال البلاد، وبين أنياب ذئب وهم عناصر حركة الشّباب الصّومالية التي لا تتوانى عن استغلال أي فرصة لنشر العنف الوحشيّ بالتفجيرات تارة وبالمحاكمات تارة أخرى.


وأوضح المرصد، في تقرير له اليوم السبت، أنه من خلال المتابعات التي يقوم بها وقف المرصد على تقرير صادر عن الأمم المتحدة يفيد بظهور جماعة متشددة موالية لتنظيم “داعش” الإرهابي يبلغ قوامها نحو مائتي عنصر على الأقل، وأنّ هذه الجماعة ليست وليدة اليوم وإنّما هي تطوّر لفصيل ظهر العام الماضي وكان مكوّنًا من بضع عشرات من المقاتلين.


 وقال التقرير الذي أعدته لجنة خبراء بالأمم المتحدة إن هذا الفصيل المنتمي لتنظيم "داعش" الموالي للشيخ عبد القادر مؤمن، القيادي البارز بحركة الشّباب والذي أعلنت الحركة انشقاقه عنها ومبايعته لزعيم تنظيم داعش الإرهابي "أبو بكر البغدادي"، لا يزال في طور التكوين؛ حيث لم يتعدّ عدد عناصره المائتي مقاتل.


وكانت التقديرات والإحصاءات الخاصة بالجماعات المتطرّفة في عام 2016 أشارت إلى أن أتباع هذا الفصيل لا يتجاوز عددهم عشرات قلائل.


ونوه المرصد إلى أن هذا يأتي في طور البدء لتلك العناصر من جديد، فيما أشار محلّلون إلى أنّ الضّربات الأمريكية الأخيرة على ولاية بونتلاند بشمال البلاد تؤكّد وجود خطر قادم من هذه المنطقة، وأنّ الأمر يزداد خطورة كلما تزايدت أعداد المنضمين لهذا الفصيل، فيما أبدى مراقبون مخاوفهم من أن تصبح الصّومال ملاذًا آمنًا لأعضاء تنظيم داعش الفارين من سوريا أو العراق.


وأكد المرصد، في تقريره، أن الخطر قائم رغم العمليات العسكرية الموسّعة التي تشنّها القوات الصّومالية بدعم من قوات الاتحاد الإفريقي وتحت غطاء من الغارات الجوية الأمريكية التي نجحت بالفعل في تدمير عدة أوكار ومخابئ للحركة ولكنها لا تزال تسعى إلى تدمير كل معاقل الحركة والقضاء عليها بشكل نهائي.


 كما يشير المرصد إلى انّ احتمالات انتقال عناصر من تنظيم داعش إلى الصّومال أمر غير مستبعد لا سيّما في ظلّ الحالة الأمنية التي تشهدها الصّومال في الآونة الأخيرة ما شتّت جهود قوات الأمن -بعض الشيء- بين ضبط الحدود واستعادة الأمن وفرض السيطرة الأمنية بالداخل.


وأضاف: وذلك يؤكد ضرورة تكثيف الجهود الأمنية من جهة وأنشطة التوعية بمخاطر الغلو والتطرّف وفضح زيف الادعاءات الداعشية الواهية من جهة أخرى، بهدف تحصين عقول الشباب ضد مغالطات ومزاعم داعش وأفكاره الشاذّة التي سعى لنشرها في سوريا والعراق فخرج منها مخلّفًا وراءه كارثة إنسانية كبرى وأزمة طاحنة دفع ثمنها الأبرياء الذين عادوا بين قتيل وجريح ومشرّد، فقام التنظيم بتحديد الصّومال وجهة جديدة ومسرحًا من نوع آخر له أكثر وحشية وهمجية.


اقرأ أيضًا


مرصد الأزهر: موقع فرنسي اهتم بتفاصيل لقاء "الطيب" والبابا فرانسيس